تعاني مدينة بوجدور الواقعة جنوب مدينة العيون، من هشاشة واضحة في بنيتها التحتية، وضعف ملموس في المرافق العمومية الموجهة لفئة الشباب، من قبيل ملاعب القرب، المتنزهات، والساحات الخضراء، في ظل غياب برامج تنموية فعالة من طرف المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تدبير الشأن المحلي، والتي لم ترقَ إلى مستوى انتظارات الساكنة، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية للمدينة خلال السنوات الأخيرة.
و في تصريحاتهم لـ«هنا الصحراء» أكدت فعاليات مدينة، أن أصابع الاتهام تُوجه بشكل خاص إلى رئيس المجلس الحضري الحالي، الذي يترأس المجلس منذ أزيد من أربعين سنة، حيث يُعد من أقدم المنتخبين المحليين على صعيد المملكة، و رغم طول فترة توليه المنصب، لم تشهد المدينة تحوّلاً نوعيا أو تقدّما ملموسا على مستوى البنيات الأساسية أو الخدمات الاجتماعية و الاقتصادية.
و أضاف فاعلون أكاديميون بمدينة بوجدور في حديثهم لـ«هنا الصحراء» أن مدينة “التحدي” بوجدور تُعد من المدن الحديثة نسبياً، إذ شهدت نموًا متسارعًا بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية، خاصة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تحوّلت من مركز صغير إلى مدينة تُعتبر اليوم من أبرز نقاط الربط البحري جنوب المغرب، بفضل موقعها الاستراتيجي على الساحل الأطلسي.
ورغم بعض المبادرات القطاعية المحدودة، كميناء الصيد البحري والمشاريع المرتبطة بتربية الأحياء المائية، فإن المدينة لم تستطع بعد تجاوز معيقاتها البنيوية، نتيجة ضعف الرؤية الاستراتيجية في التدبير المحلي، وغياب تنسيق فعلي مع السياسات الوطنية الرامية إلى النهوض بالأقاليم الجنوبية، خاصة في ما يتعلق بمجالات التشغيل، الثقافة، الرياضة، والبيئة الحضرية.
بذكر أنه في السنوات الأخيرة تعالت أصوات فعاليات المجتمع المدني وشباب المدينة، مطالبة بضرورة تجديد النخب السياسية المحلية وضخ دماء جديدة في مؤسسات التسيير، قادرة على مواكبة التحولات الوطنية الكبرى ومستلزمات النموذج التنموي الجديد.
و تبقى بوجدور، برغم كل الإكراهات، مدينةً تحمل في طياتها مقومات تنموية واعدة، إذا ما تم تسخيرها برؤية واضحة وإرادة حقيقية في التغيير.
