استفاقت ساكنة مخيمات تندوف، نهاية الأسبوع الماضي، على وقع جريمة مروعة، بعد العثور على جثة الشاب الصحراوي فضيلي ولد محمد ولد البشير، الذي كان قد اختفى قبل أيام في ظروف غامضة، قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة وعليها آثار تعذيب شديد، في حادث رجحت مصادر محلية أنه نتيجة اختطاف متبوع بجريمة قتل، لها ارتباط مباشر بشبكات تهريب المخدرات المنتشرة داخل المخيمات.
وفي تطورات مثيرة، تداول نشطاء مقاطع صوتية عبر تطبيقات التراسل، تفيد بأن والدة الضحية أقدمت على اختطاف شقيقة أحد المشتبه فيهم بالضلوع في الجريمة، مطالبة بتسليم “الدية” القبلية، وهددت بالإبقاء على الفتاة محتجزة إلى حين تنفيذ مطالبها، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد من قانون الغاب وسط غياب تام لسلطة القانون. وأشارت الصوتية إلى أن والد المتهم قام بتسليم نفسه لقيادة جبهة البوليساريو، في وقت أقدم فيه أقارب الضحية على اختطاف شخص آخر يُعتقد أنه على صلة بالجريمة.
مصادر من داخل المخيمات أكدت أن الجيش الجزائري فند رواية قيادة البوليساريو التي زعمت أن الشاب توفي بسبب العطش، بعد أن بيّن التشريح الطبي وجود إصابات بليغة ناجمة عن العنف. وتعيد هذه الجريمة تسليط الضوء على حالة الفوضى وانفلات الأمن بالمخيمات، حيث تنشط عصابات التهريب والاتجار في المخدرات، في ظل تواطؤ قيادات الجبهة، واستغلال اليأس الاجتماعي لخلق بيئة خصبة للجريمة المنظمة.