صدمة الحقيقة: هل الأسرة هي العدو الخفي لأطفالنا؟

شيماء فضول4 يوليو 2025
صدمة الحقيقة: هل الأسرة هي العدو الخفي لأطفالنا؟
شيماء فضول

في صمت قاسٍ يخيّم على مجتمعاتنا، تُرتكب جريمة بشعة بحق من هم أضعفنا وأكثرنا براءة: قتل الأطفال على يد أقربائهم. هذه المأساءة، التي غالباً ماتتستر خلف جدران المنازل، تستدعي منا وقفة تأمل عميقة وفهماً علمياً دقيقاً لأبعادها المخيفة. فما الذي يدفع الوالدين، من المفترض أن يكونا مصدر الأمان، إلى أن يصبحا الجناة؟

أنماط متعددة.. وواقع مرير
“قتل الأطفال” ليس مصطلحاً عاماً، بل هو طيف من الأفعال والإغفالات: وأد الأطفال (إنهاء حياة الرضيع بعد الولادة مباشرة)، قتل الأبناء ( قتل الطفل من قِبل أحد الوالدين بغض النظر عن عمره)، وقتل حديثي الولادة (قتل الرضع خلال 24 ساعة من الولادة). من الضروري التمييز بين هذه الأفعال المباشرة والإهمال المميت، الذي يؤكد أن نقص الدعم يمكن أن يكون قاتلاً بحد ذاته.

الجناة: حقيقة صادمة من داخل الدائرة المقربة
تُظهر الإحصائيات العالمية واقعاً مؤلماً: الوالدان هما الجناة الرئيسيون في غالبية جرائم قتل الأطفال (56.5%). هذه النسبة ترتفع بشكل حاد مع الرضع، حيث يرتكب الوالدان 77.8% من جرائم قتل الأطفال دون عمر السنة، و 100% من حالات قتل حديثي الولادة. من الغريب أن أعلى معدلات قتل الأطفال على يد الوالدين تُسجل في البلدان ذات الدخل المرتفع.

الجذور العميقة: ما الذي يدفع إلى هذه الجرائم ؟
تتشابك العوامل النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية لتخلق بيئة خصبة لهذه الجرائم المروعة. بحيث تعاني العديد من الأمهات الجانيات من هشاشة في الصحة النفسية، وظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، وعزلة اجتماعية، وصرعات عائلية. كما يُعد العنف الأسري عامل خطر رئيسياً، حيث يدمر الضحايا نفسياً ويدفعهم إلى أفعال يائسة.

طرق النجاة: استراتيجيات شاملة لحماية اطفالنا
الوقاية من قتل الأطفال تتطلب نهجاً جذرياً يتجاوز السجن، ويركز على الصحة العامة الشاملة. يجب الاستثمار في:
– الصحة النفسية للأمهات عبر برامج التدخل المبكر.
– اجتثاث العنف الأسري بتبني ساسات وبرامج متكاملة.
– تحصين انظمة حماية الطفل لضمان وجود شبكات دعم قوية.
– سياسات عامة جريئة من الحكومات لدعم الاسر وكسر وصمة الصحة النفسية.

دعوة للعمل: التزام جماعي من أجل مستقبل آمن
إن قتل الأطفال على يد أقربائهم ليس مجرد جريمة، بل هو فشل مجتمعي عميق. يجب علينا، كمجتمعات، أن نتحمل مسؤولينا. لأن كل طفل يستحق الحق في الحياة والأمان، وأن ينمو في بيئة يجد فيها الحب والحماية من أقرب الناس إليه. إلتزامنا الجماعي بفهم هذه الظاهرة والعمل بلا هوادة على الوقاية منها هو مقياس لإنسانيتنا.
– ماهي الخطوات العلمية التي يمكن لمجتمعك اتخاذها لتعزيز حماية الأطفال ودعم الأسر المعرضة للخطر؟

هنا الصحراء : الشيماء عبدالرحمن

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *