كشف الصحفي الموريتاني خليل ولد جدود، مراسل قناة “العربية”، عن معطيات مثيرة تفيد بوجود نحو 150 مقاتلاً من جبهة البوليساريو محتجزين حالياً لدى السلطات السورية الجديدة، بعد أن تم أسرهم في مدينة حلب إلى جانب قوات موالية للنظام السوري السابق، خلال شهر دجنبر الماضي.
ووفق ما نشره ولد جدود في سلسلة تدوينات على منصة “إكس” يوم 14 أبريل الجاري، فإن هؤلاء المقاتلين ينحدرون من مخيمات تندوف الواقعة جنوب الجزائر، وقد تم إرسالهم إلى سوريا قبيل الهجوم الذي أطاح بالنظام السابق، حيث خضعوا لتدريبات على يد عناصر من “حزب الله” بدعم من إيران، حسب قوله.
وأشار ذات المصدر إلى أن المقاتلين محتجزون حالياً في سجن تابع للشرطة العسكرية السورية بمدينة حلب، في انتظار ما ستسفر عنه إعادة تشكيل الجهاز القضائي السوري، بعدما فشلت محاولات إطلاق سراحهم أو إعادتهم إلى الجزائر.
وفي الوقت الذي لم يصدر أي موقف رسمي عن جبهة البوليساريو أو السلطات الجزائرية بهذا الخصوص، لفت الصحفي إلى أن موريتانيا، التي عادة ما تتبنى موقف الحياد تجاه نزاع الصحراء، لم تتدخل بدورها في هذا الملف.
وفي سياق متصل، كانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية قد نشرت تقريراً بتاريخ 12 أبريل، أفادت فيه بأن طهران قدمت تدريبات لمقاتلين من جبهة البوليساريو، مشيرة إلى أن العشرات منهم باتوا رهن الاحتجاز بسوريا.
وقد تلقى الموضوع تفاعلاً واسعاً من طرف وسائل إعلام مغربية، التي تداولت معطيات إضافية تزعم وجود اتفاق سري بين النظام السوري والسلطات الجزائرية يعود إلى سنة 2012، مكّن من إرسال مقاتلين صحراويين إلى الأراضي السورية.
ويُذكر أن المملكة المغربية كانت قد قررت سنة 2018 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، متهمةً إياها، عبر ذراعها “حزب الله”، بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للبوليساريو، وهي الاتهامات التي نفتها طهران آنذاك.
المصادر:
ـ خليل ولد جدود، منصة “إكس”، 14 أبريل 2025
ـ صحيفة واشنطن بوست، 12 أبريل 2025
