حذر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني من “بطء التقدم في مسار التنمية المستدامة” بالدول النامية، مشددًا على أن المنظومة المالية الدولية الحالية غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه البلدان.
جاء ذلك في كلمته، اليوم الاثنين، خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4)، المنعقد بمدينة إشبيلية الإسبانية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وبشراكة مع الاتحاد الأوروبي وعدد من الشركاء الدوليين.
وقال الرئيس الغزواني إن الدول النامية، رغم جهودها الوطنية، لا تزال تواجه فجوات تمويلية كبيرة، تتطلب تعزيز الدعم الخارجي وإصلاح آليات التمويل العالمي، مؤكدًا أن المنظومة المالية الدولية، بصيغتها الراهنة، “لم تعد مناسبة لحجم التحديات التنموية الراهنة.”
وفي استعراضه للتجربة الموريتانية، أشار الرئيس إلى الخطوات التي قطعتها بلاده في مجالات رقمنة الاقتصاد، وتعزيز تعبئة الموارد الذاتية، ودعم القطاع الخاص، وتحسين الحوكمة الجبائية، لكنه أكد أن هذه الجهود الوطنية تظل غير كافية في ظل محدودية الموارد.
وشدد على أن النسبة الحالية للمساعدة الإنمائية الرسمية لا تزال دون السقف المتفق عليه دوليًا، وهو 0.7% من الناتج الداخلي الخام العالمي، محذرًا من أن عبء المديونية يعيق جهود التنمية، ويحرم القطاعات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والصحة من التمويل اللازم.
ويشارك في هذا المؤتمر الدولي أكثر من 70 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب قيادات المؤسسات المالية العالمية، وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص، في مجالات الطاقة والغذاء والتكنولوجيا الرقمية.
ويشهد الحدث تنظيم جلسات رفيعة المستوى تجمع قادة وصناع قرار وخبراء دوليين، بهدف بحث إصلاحات جوهرية في النظام المالي العالمي، وبناء شراكات متعددة الأطراف، في مواجهة تحديات اقتصادية عالمية متزايدة، تشمل التغير المناخي، والأزمات الغذائية، وارتفاع المديونية في الجنوب العالمي.
