مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بمدينة العيون، تعيش عدد من الأحياء معاناة متزايدة بسبب الانتشار الكبير للبعوض و الدباب و الحشرات، خاصة في المناطق القريبة من مصب واد الساقية الحمراء، ما يخلق بيئة خصبة لتكاثرها ويزيد من معاناة السكان خلال هذه الفترة من السنة، و رش مبيدات غير فعالة.
وعبّرت فعاليات مدنية في تصريحات لـ«هنا الصحراء» عن استيائها من ما وصفته بـ”التقاعس الواضح” للمجلس البلدي في أداء دوره التنظيمي في محاربة هذه الظاهرة و إعتماده على ورش مواد غير فعالة، مؤكدة أن المجلس لم يقم بما يكفي من تدخلات ميدانية أو حملات لرش المبيدات في مختلف أحياء المدينة، خاصة تلك التي تعرف هشاشة بيئية وقربًا من مجرى الوادي.
وفي هذا السياق، قال أحد سكان الأحياء القريبة من واد الساقية الحمراء: إن “المجلس البلدي ومصالح حفظ الصحة مسؤولون بشكل مباشر عن تفاقم ظاهرة انتشار الحشرات بالعيون هذا الصيف، نتيجة غياب الرؤية الاستباقية والتدخلات المنتظمة و توفير مواد الرش الفاعلة، رغم أن الأمر يتكرر كل سنة”.
وأضاف: “الوضع يطرح تساؤلات كبيرة حول نجاعة عمل الجماعة، خصوصًا في الأحياء الهامشية والمجاورة لمصب واد الساقية الحمراء، التي أصبحت مرتعًا لتكاثر البعوض والذباب، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة”.
من جانبها، أكدت ناشطة بيئية بمدينة العيون في تصريحها لـ«هنا الصحراء» أن “الانتشار العشوائي للنفايات، وعدم تنظيم حملات دورية لرش المبيدات الناجعة، يعكس غياب تنسيق فعّال بين المجلس البلدي والسلطات الصحية”، و أضافت إلى أن “المواطن أصبح الضحية الأولى لهذا التراخي، في ظل غياب وسائل تواصل مباشرة مع الجهات المسؤولة لتقديم الشكايات والتبليغ عن البؤر الخطرة”.
ودعت إلى “إعادة النظر في طريقة تدبير المجلس البلدي لهذا الملف، وتفعيل دوريات منتظمة لرش المبيدات التي يمكنها القضاء على الحشرات، خاصة في الأحياء التي تعاني من تكاثر الباعوض و الدباب بسبب قربها من المياه الراكدة”.
كما شدد المتحدثان على أن “مكافحة الحشرات مسؤولية جماعية، تبدأ من التسيير المحلي و تنظيم التدخلات بالمواد الكميائية الفعالة ، ولا تكتمل إلا بانخراط المواطن والمجتمع المدني في جهود التوعية والنظافة”، مع ضرورة التنسيق المستمر لتفادي تحول هذه الظاهرة إلى أزمة صحية حقيقية.