استياء عارم وسط طالبي التأشيرة بمدينة العيون وجهة الجنوب عموما، بسبب ما وصفوه بحالة ارتباك و”شلل وظيفي” يعيشها مركز TLScontact المكلف باستقبال طلبات التأشيرة الفرنسية، والذي جرى افتتاحه مؤخراً بحضور السفير الفرنسي بالمغرب، في خطوة اعتُبرت حينها مكسباً مهماً لتقريب هذه الخدمة من ساكنة الأقاليم الجنوبية.
إلا أن الواقع خيب آمال المرتفقين، حيث كشف عدد من المواطنين، في تصريحات لجريدة «هنا الصحراء»، عن اختلالات وصفت بـ”الخطيرة” في طريقة اشتغال المركز. ووفق ما أفادت به إحدى المواطنات المتضررات، فإن المكتب لا يستقبل حالياً طلبات التأشيرة لأول مرة، ويكتفي بمعالجة طلبات الأشخاص الذين سبق لهم الحصول على تأشيرة “شنغن”، الأمر الذي يحرم فئة عريضة من حقهم في تقديم ملفاتهم بشكل مباشر.
وأوضحت المتحدثة أن طالبي التأشيرة الذين حاولوا تجاوز هذا الإشكال عبر حجز مواعيد في مراكز الدار البيضاء أو أكادير أو الرباط، اصطدموا بمنصة إلكترونية تمنع التسجيل بسبب ربط العنوان بجهة العيون، ما يجعلهم مضطرين للعودة إلى مكتب TLScontact بالعيون الذي لا يعالج ملفاتهم أصلاً، في حلقة مفرغة وصفها المواطنون بـ”العبثية”.
وأكدت المصادر أن الطاقم المكلف بتدبير المركز يتنقل من الدار البيضاء إلى العيون مرة كل 15 يوماً، حيث يقوم بجمع ملفات الطلبات التي سبق قبولها، ويعود بها إلى الدار البيضاء في اليوم التالي لمعالجتها، ما يطرح تساؤلات حول مدى نجاعة وجدوى هذا النمط “الموسمي” من التسيير، ويغذي شعوراً متزايداً لدى الساكنة بالتهميش وغياب العدالة في الولوج إلى الخدمة.