محاولة جزائرية لاحتضان الثقافة الحسانية في ظل ركود ثقافي بالأقاليم الجنوبية!!

رئيس التحرير19 يونيو 2025
محاولة جزائرية لاحتضان الثقافة الحسانية في ظل ركود ثقافي بالأقاليم الجنوبية!!

بينما تواصل المملكة المغربية دعمها الممنهج للموروث الثقافي الحساني باعتباره مكوّنا أصيلا من روافد الهوية المغربية المتعددة، تعمل الجزائر في المقابل على تنظيم تظاهرة تحمل عنوان “الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية” خلال الفترة من 21 إلى 23 يونيو 2025، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، في خطوة اعتُبرت محاولة جديدة لسرقة هذا الإرث الرمزي ونسبه إلى الجزائر، وسط مشاركة وفود من موريتانيا والبوليساريو.

 

ويأتي هذا التحرك في وقت تبذل فيه الدولة المغربية جهودا ملموسة على المستوى المركزي من خلال برامج ومخططات وطنية، وميزانيات مهمة موجهة لتثمين الثقافة الحسانية، كما نص على ذلك الفصل الخامس من دستور المملكة، وكما ورد في خطب ملكية عديدة، أبرزها خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2013 الذي أكد أن “الثقافة الحسانية جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية الغنية بتنوعها”.

 

غير أن الإشكال، حسب متابعين للشأن الثقافي، لا يكمن في غياب الإرادة أو البرامج، بل في ضعف التنزيل الجهوي وغياب الجدية في التسيير من طرف بعض المسؤولين المحليين، مما أدى إلى ركود ثقافي واضح في الأقاليم الجنوبية، خصوصا جهة العيون الساقية الحمراء، حيث لم تُترجم الميزانيات المرصودة إلى مشاريع نوعية قادرة على صون الموروث الحساني وتثمينه داخل بيئته الأصلية.

 

وتطرح بقوة اليوم مسألة إعادة هيكلة قطاع الثقافة بالأقاليم الجنوبية وضخ دماء جديدة مبنية على الكفاءة والالتزام والمسؤولية، لوقف استنزاف الجهود المركزية ومواكبة الرؤية الملكية التي تنص على جعل الثقافة رافعة للتنمية الجهوية المستدامة، ورد الاعتبار للمكون الحساني بما يليق بمكانته داخل الهوية المغربية.

 

وفي المقابل، تحاول الجزائر من خلال تظاهرتها الثقافية الحالية، إلباس الثقافة الحسانية لباسا جزائريا وتوظيفها لخدمة أجندة سياسية، وهو ما يقتضي تحرك فاعل للمؤسسات الثقافية والإعلامية المغربية، دفاعا عن أصالة هذا الموروث وتحصينا له من محاولات التوظيف والتزييف.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *