سرقة إشارات المرور يطرح تساؤلات حول الوعي بالمواطنة و المسؤولية الجماعية بكلميم

محمد الصبري3 يوليو 2025
سرقة إشارات المرور يطرح تساؤلات حول الوعي بالمواطنة و المسؤولية الجماعية بكلميم

 

علمت «هنا الصحراء» أن ساكنة مدينة كلميم، إستفاقت صباح اليوم الخميس 3 يوليو الجاري، على وقع مشهد صادم وغير مألوف، بعد أن أقدم مجهولون على تخريب وسرقة عدد من لوحات وإشارات المرور في عدد من أحياء المدينة، في سلوك عبثي أثار موجة من الاستياء وسط الساكنة، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول ضعف الوعي بالمرفق العام ومفهوم المواطنة لدى بعض الأفراد.

وحسب مصادر محلية في تصريحها لـ«هنا الصحراء» ، فقد طالت عمليات التخريب و سرقة اللوحات عدة نقاط مهمة داخل المدينة، منها ملتقيات طرقية رئيسية تُستعمل يوميًا من طرف المواطنين، راجلين وسائقين، مما تسبب في ارتباك لحركة السير ورفع من مخاطر وقوع حوادث مرورية، خاصة في الأوقات التي تشهد كثافة مرورية مرتفعة.

و في تصريح لـ«هنا الصحراء» أكد فاعل مدني من أبناء مدينة كليميم أن الخطير في الأمر لا يقتصر فقط على سرقة ممتلكات عامة، بل يتعداه إلى تعريض حياة المواطنين للخطر، خصوصًا أن إشارات المرور ليست مجرد ديكور حضري، بل هي وسائل تنظيمية تحفظ الأرواح وتساهم في تيسير حركة المرور. والتعدي عليها هو تعدٍّ مباشر على سلامة الساكنة، وعلى حقوقهم في تنقل آمن ومنظم حسب وصف المصدر عينه.

بذكر أن هذه السلوكيات غير المقبولة تطرح تساؤلات جدية حول غياب الرقابة في بعض المناطق، إلى جانب ضعف الوعي الجماعي لدى فئة من المواطنين، ممن لا يدركون أن الممتلكات العامة ليست “ملك الدولة” بالمعنى البيروقراطي، بل هي ملك مشترك لكل فرد في المجتمع، يُفترض أن تُصان وتُحترم بنفس حرصنا على ممتلكاتنا الخاصة.

و في هذا السياق، يشير عدد من الفاعلين المدنيين بكلميم إلى أن ما حدث هو نتيجة مباشرة لغياب ثقافة المواطنة الحقة، التي لا تتجلى فقط في حمل بطاقة التعريف الوطنية أو التصويت في الانتخابات، بل في الحرص اليومي على سلامة المدينة، ونظافتها، واحترام قوانينها، والحفاظ على مرافقها.

فالمواطنة هي أن ترفض رمي الأزبال في غير مكانها، أن توقف سيارتك في المكان المخصص، أن تساعد في التبليغ عن أي تخريب أو سرقة، أن تعلّم أبناءك معنى احترام إشارات المرور، وأن تعتبر الشارع امتدادًا لبيتك.

حيث أن القانون المغربي يُجرّم مثل هذه الأفعال، وينص على عقوبات زجرية في حق كل من يُثبت تورطه في تخريب أو سرقة الممتلكات العمومية. غير أن الردع القانوني وحده لا يكفي، ما لم يصاحبه جهد تربوي وتحسيسي يبدأ من الأسرة والمدرسة، ويستمر في الفضاءات العمومية ووسائل الإعلام.

وأمام تكرار مثل هذه الحوادث، يُطالب عدد من المواطنين والفعاليات المحلية السلطات المختصة بـ:
• فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن هذا الفعل التخريبي.
• تعزيز المراقبة بالفيديو في المناطق الحساسة.
• تنظيم حملات توعية داخل المدارس والإعداديات، لترسيخ ثقافة المواطنة الحقة.
• إشراك جمعيات الأحياء والمجتمع المدني في حماية المرفق العام.

و في الاخير، إن ما وقع اليوم بمدينة كلميم ليس مجرد حادث تخريب عابر، بل هو ناقوس خطر يدعونا جميعًا، سلطات، مواطنين، ومجتمعًا مدنيًا، إلى الوقوف أمام ظاهرة تهدد سلامة مدننا وقيمنا المجتمعية. فالمواطنة ليست شعارًا نردده، بل سلوك نمارسه في تفاصيل حياتنا اليومية، تبدأ من احترام إشارة مرور، وتنتهي بحماية وطن بأكمله.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *