منذ بداية السنة الجارية، يعيش سكان شرق مدينة العيون موجة من العطش ، بسبب انقطاع المياه الصالحة للشرب عن منازلهم، دون سابق إنذار من طرف إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمدينة.
كما هو معتاد بمدينة العيون، أصبح المواطنون يلجئون إلى الشاحنات الصهريجية لاقتناء الماء و التي عرفت هي أيضا زيادة تصل الضعف في ثمن البرميل عن السعر المعمول به من قبل أن تبدأ موجة الجفاف هذه، أضف إلى ذلك أن بعض الشاحنات الصهريجية تسافر من و إلى مدينة الطانطان و التي تبعد عن العيون بحوالي 300 كيلومتر لتزود المدينة بالماء الشروب.
وتفسر مصادر”هنا الصحراء ” أن مشكل الأزمة ومعاناة السكان مع الماء التي قد تمتد طيلة فترة نهاية الصيف القادم، مردها إلى السياسة المائية المنتهجة بالمنطقة من طرف المديرية الجهوية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، حيث اعتبرت أنها فاشلة لكونها لا تواكب التوسع العمراني الذي تعرفه مدينة العيون، و الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية خصوصا بمدينة ذات مناخ صحراوي جاف طيلة السنة، خلافا للميزانيات الضخمة التي ذهبت أدراج الرياح دون أن تفي بالغرض المرسوم لها سلفا. وقد التجأ المسؤولون إلى تصفية مياه البحر لسد الخصاص الحاصل في المياه الصالحة للشرب، وقدمت عدة عروض لزوار محطة التصفية شرح فيها المسؤولون بان التزود بالماء بلغ نسبة مهمة من عدد المستفيدين من الماء الشروب، وانه مع بداية هذه السنة سيتم تزويد المدينة بأكثر من 90 في المائة من حاجياتها، حيث وصل حجم الاستثمارات التي قام بها المكتب منذ سنة 1975 إلى940 مليون درهم، وشملت إنجاز محطة تحلية ماء البحر بالعيون وتجهيز آبار الماء الأجاج لإنتاج1296 متر مكعب، وتجهيز سبعة آبار على نبيضة فم الواد ووضع قنوات للجر وتقوية وتوسيع شبكة التوزيع بمركز العيون وإنشاء عدة خزانات، كما عمل المكتب على توسيع شبكة التوزيع بالعيون، وتزويد مدينة العيون انطلاقا من آبار فم الواد ب1728 متر مكعب، وتقوية قنوات الجر انطلاقا من محطة تحلية ماء البحر.
في الوقت الذي كانت ساكنة العيون العطشى تنتظر انتهاء الأشغال في المشاريع الضخمة المبرمجة، لتروي عطشها، تتفاجئ بصنابير جافة و فواتير تكاد تفيض بثمن استهلاك مرتفع لا يتناسب وكمية الصبيب المتقطع، فلجوء سكان العيون إلى الشاحنات الصهريجية المعروفة محليا باسم ” الكوبات” يفند ادعاءات المسؤولين ويجعل المواطنين في حيرة من أمرهم، فواتير مرتفعة وغياب شبه تام للماء بالصنابير وأحيانا انعدام المادة لعدة أيام ما يجعل سكان بعض الأحياء الشرقية للمدينة يستغيثون من أجل الحصول على قطرة ماء تملأ خزاناتهم خصوصًا أننا على أبواب فصل صيف حار.