شهد المستشفى الإقليمي بالسمارة حالة إنسانية مؤلمة بطلها مريض يعاني من مرض السل في مرحلة متقدمة، بعدما عجزت أسرته البسيطة عن توفير غرفة معزولة داخل المنزل كما أوصى الطبيب. ورغم أن المستشفى الإقليمي لا يتوفر على جناح خاص لعلاج حالات السل، ورغم توفر هذا الجناح بالمستشفى الجهوي الحسن بن المهدي بالعيون، فقد اعتُبر – بشكل مثير للاستغراب – أن حالة المريض لا تستدعي نقله.
و خلال ستة أيام قضاها بالمستشفى الإقليمي، تعرضت أسرته لضغوط كبيرة لإخراجه، كما حُرم من عدد من أساسيات العناية، الأمر الذي دفعه، في لحظة يأس، إلى الهرب حافي القدمين عبر سيارة أجرة كبيرة متجهًا نحو العيون، حتى لا يزيد من معاناة عائلته التي أنهكتها الظروف القاسية.
وب مجرد وصوله إلى محطة العيون اليوم الأربعاء 19 نونبر الجاري، وجد نفسه بلا مأوى وفي وضع صحي متدهور، قبل أن يقوم أحد أفراد عائلته بنقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي الحسن بن المهدي، حيث يتواجد الآن بمدخله دون عزل طبي، مما يشكل خطرًا على المرضى والزوار نظرًا لكونه مصابًا بمرض معدٍ يستوجب معالجة خاصة.
و حذّرت فعاليات من مدينة السمارة، في تصريحات لـ«هنا الصحراء»، من خطورة ترك المريض دون جناح عزل، مطالبةً السلطات الصحية بالعيون بالتدخل العاجل لتخصيص غرفة مهيّأة لمرضى السل و الأمراض المعدية، حفاظًا على صحته وصحة المرتفقين بالمستشفى الجهوي.
وستتابع «هنا الصحراء» مستجدات هذه القضية، من بدايتها إلى آخر تطوراتها، في انتظار كشف كل التفاصيل والأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية المؤسفة.
