“صراع الصحراء الغربية،انتهى”..معهد السلم الأمريكي

رئيس التحرير16 أغسطس 2024
minurso

نشر معهد السلام الأمريكي الممول من طرف الكونكرس يوم أمس 15 غشت 2024، مقالا بعنوان ” الصراع في الصحراء الغربية انتهى، وحان الوقت للتفاوض على الشروط”، بقلم الخبير في شؤون شمال افريقيا بذات المعهد، توماس هيل.
تعرض الكاتب في بداية المقال لتأثير الموقف الفرنسي على قضية الصحراء حيث قال” اقترب أحد أطول الصراعات في افريقيا الى نهايته، بعد أن قررت فرنسا الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”، كما ذكر الكاتب أن بالإضافة للمكسب الديبلوماسي، فان المغرب متفوق عسكريا، لذلك لن يكون على المطالبين بالاستقلال من حل غير القبول بشكل من أشكال الحكم الذاتي، رغم ان ان ما يزيد عن 173 ألف شخص لن يكون هذا الخيار مرضيا لهم، بحسب قول الخبير توماس، لذلك فبحسب رأيه ، على البوليساريو وداعمتها الجزائر اغتنام الفرصة وقبول حل يضمن السلم مع المغرب و يساهم في الاستقرار الإقليمي .
أما عن الحرب الناعمة التي يخوضها المغرب، فقد ذكر الخبير أنه منذ اعلان ترامب سنة 2020 اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء ، كما أعترف المغرب بإسرائيل بموجب اتفاقية” أبرهام“، اعتبرت امريكا أن مخطط الحكم الذاتي هو الحل الأنسب للصراع باعتباره” حل عادل ودائم”؛ لتتوالى بعد ذلك الاعترافات لأكثر من 37 دولة، عبرت عن موقفها الداعم للمقترح المغربي.
وأعتبر المقال فرنسا بكونها أقدم قوة استعمارية بالمغرب العربي، فإنها الفاعل الأساسي في المنطقة، لذلك فإنها ترى مستقبل اقتصادها بالمنطقة مرتبط بالمغرب(وليس الحزائر)، لذلك فان المغرب سيكون في موقع قوة لفرض الحل الأنسب للقضية، مالم تتحرك البوليساريو بسرعة للتفاوض حول التنازلات التي عرضها المغرب في مقترح الحكم الذاتي سنة 2007.
وفي حديثه عن مقترح الحكم الذاتي المغربي، والذي يضمن للمغرب السيادة على اقليم الصحراء الغربية ، مع السماح للساكنة بتسيير شؤونهم دمقراطيا من خلال مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية بصلاحيات حصرية، طرح الكاتب الخبير توماس هيل، سؤالا : ” ما هي التنازلات المغربية الإضافية التي تحتاجها جبهة البوليساريو لقبول الحكم الذاتي؟
وقد خلص الكاتب في مقاله إلى أن أهم القضايا المطروحة هي حق عودة ما يزيد عن 170 ألف لاجئ، يعيشون في خمسة مخيمات بالقرب من مدينة تندوف جنوب غرب الجزائر، اذ يضمن المغرب من خلال خطته ادماج العائدين إلى أرض الوطن، لكن بالمقابل سيريد الصحراويين مزيدا من التحديد والضمانات حول من لهم حق العودة، كما سيريدون خيارات واضحة لأولئك الذين سيختارون البقاء بتندوف، وهل سيتم تعويضهم بشكل من الأشكال.
وفي الأخير يقول الخبير في شؤون شمال افريقيا،”ان الزخم الدولي يصب بالكامل في صالح المغرب، وفي المستقبل غير البعيد، سوف ينتهي الصراع على إقليم الصحراء الغربية فعلياً، مع استمرار عدد قليل من الدول في المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، ونظراً للتفوق العسكري النوعي الذي يتمتع به المغرب على جبهة البوليساريو، فإن الشعب الصحراوي ليس لديه خيار آخر غير التسوية التفاوضية، وسوف تصبح خطة الحكم الذاتي المغربية بمثابة التسوية الفعلية ما لم تتمكن جبهة البوليساريو من التفاوض على شيء أكثر، والواقع أن قبول هذا الواقع يشكل حبة مريرة يصعب بلعها بالنسبة للشعب الصحراوي وداعميه الدوليين، ولكن الاستمرار في إنكار هذا الواقع لن يؤدي إلا إلى ضمان تسوية نهائية أقل ملاءمة. ومن مصلحة الشعب الصحراوي وداعميه اغتنام الفرصة للتفاوض على تسوية مع المغرب تشمل أكثر مما عُرض في السابق. وإلا فإن القيام بخلاف ذلك سيكون بمثابة إنكار حقيقة مفادها أن أحد أطول الصراعات في أفريقيا قد وصل أخيراً إلى نهايته”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *