“غيروا يا الصيدات.. راهي راحت!” 

نجاة حمص3 مايو 2025
“غيروا يا الصيدات.. راهي راحت!” 
نجاة حمص

 

بعد أن انكسرت موجة “مناسبة” أهل النعمة من عائلة الدبدا وأصحاب الفخامة من أحفاد الجماني، وبعدما تركنا مساحة لأهل طبقتنا وما دونها للإفصاح عن حقدهم الطبقي والتنفيس عن عقد الفقر وكلاكيعه ، مجترين نفس الأسطوانة المشروخة التي تجرم مظاهر الاحتفال والجمال والرفاهية و الوفرة،.. أقول للعائلتين: “ألف مبروك”.

كنت أظن أن الغيرة من أعراس النبلاء وأهل الخيام الكبيرة حكر على بعض “عويليلات” الجنس الأنثوي، بما للرجال من رجاحة عقل و حكمة و تبصر وسعة فهم، فقد فضل الله بعضنا على بعض في الرزق و الجاه والمكانة الاجتماعية، وزاد بعضنا بسطة في المال والنعمة، والله يحب ان يرى أثر نعمته على عبده.. لكن يبدو أن غيرة “الصيدات” لم تسلم منها أبراج عقول بعض كاملي الأوصاف من إخواننا الذكور.

“راحت” العروس في أمان الله، كما “راحت” من قبل كنة ” محمد صالح التامك” وابنة “النعم ميارة” وغيرهن من بنات الوجهاء، تاركات “الصيدات”، من نساء وذكور، في غيرتهن ووشوشتهن وتغامزهن وحسرتهن على غلاء المهور وصعوبة إحصان الشباب البسطاء، الذين ينشدون فتح بيوت مؤقتة ريثما يغنيهم الله ويتزوجوا من جديد من سليلات بيوت الأعيان.

كثيرة هي الإنتقادات اللاذعة التي تغرس نصلها في كل مناسبة من مناسبات الوجهاء، يتناسى أصحابها “أن ليس للإنسان إلا ما سعى”، فليس من درس وناضل واقتحم قلاع السياسة وجازف بماله وثروته في الصفقات وتاجر وسهر، كمن رضي بالقليل من العلم وهاب المخاطر والمجازفات، والله لا يضيع أجر العاملين.

حبذا لو تعلمنا كيف نفرح لفرح الآخرين، كيف “نتبرك” على الناس كما نتبرك على أنفسنا مخافة العين، والعين حق، ونتربى على رفع استحقاقنا ونغامر بدخول دهاليز السياسة والنضال، ونزاحم المحظوظين في مدرجات الجامعات والمعاهد العليا، فنطور من أنفسنا ونرفع من جودة من حولنا فلا نرافق إلا الناجحين، وبذلك نرفع من مستوى مناسباتنا و قيمة ما نتلقاه من “ترزيفت”.

ضيوف المدير حامل الشهادة العليا لن يكونوا كضيوف “الصيدات” الغيورات الذين غادروا صفوف الدراسة برغبتهم، و”ترزيفت” وفد حل ضيفا على مناسبة رجل أعمال، لن تكون كتلك التي “يرزف” بها شخص خاف المغامرة بماله، حفيد رجل فضل المشي جنب الحائط.

تحياتي.

 

نجاة حمص

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *