في خطوة تعكس التزامها المتزايد بالدفاع المشترك ومكافحة الإرهاب، تجري جيوش دول الساحل، النيجر ومالي وبوركينا فاسو، مناورات عسكرية واسعة النطاق تحت اسم “تارها-ناكال 2” في بلدة تيل شمال غرب النيجر. ووفقًا لوكالة الأنباء “شينخوا” والإذاعة الوطنية النيجرية، تستمر هذه المناورات لمدة أسبوعين، وتُشارك فيها أيضًا وحدات عسكرية من تشاد وتوغو، في تأكيد على توسع نطاق التعاون الإقليمي و تعزيز القدرات وتوحيد الصفوف.
و تُعد مناورات “تارها-ناكال 2” استعراضًا للقوة والتنسيق بين جيوش المنطقة، وتهدف إلى تعزيز القدرات القتالية وتوحيد الجهود في مواجهة التهديدات الأمنية المتصاعدة، وعلى رأسها الإرهاب العابر للحدود
و في هذا السياق، صرح نائب رئيس أركان الجيش النيجري، اللواء عبد القادر أميرو، أن هذه المبادرة “ترمز إلى التزامنا المشترك بتعزيز قدرات قواتنا المسلحة، وتعزيز تعاوننا الإقليمي والدولي، وتشكيل جبهة موحدة ضد التهديدات العابرة للحدود الوطنية، بما في ذلك الإرهاب”. ويحمل التمرين شعار “معًا من أجل الوطن”، ويعكس الروح الوطنية والتعاون الذي يجمع الدول المشاركة.
حيث تأتي هذه المناورات في إطار التطورات المتسارعة لتحالف دول الساحل، الذي تم تشكيله في عام 2023 بهدف ضمان الدفاع الجماعي لأعضائه. وكان التحالف قد شهد تطورًا هامًا في 28 يناير 2024، عندما أعلنت دوله الثلاث (النيجر ومالي وبوركينا فاسو) انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، مشيرة في بيان مشترك إلى فشل المنظمة في دعمها بمواجهة الإرهاب وتأمين أراضيها.
يذكر أنه في شهر يوليو من العام الماضي، وافقت بلدان التحالف على التوحد في اتحاد كونفدرالي، مما يعزز من التكامل السياسي والأمني بينها. وفي ديسمبر 2024، أعلن قادة هذه الدول حالة التأهب القتالي القصوى، وأنشأوا مساحة واحدة للعمليات العسكرية على مستوى الاتحاد، مما يؤكد على جدية التزامهم بالدفاع المشترك.
وكانت العاصمة المالية باماكو قد استضافت في وقت سابق من شهر أبريل الاجتماع الأول لرؤساء أركان القوات الجوية لتحالف دول الساحل، تحت عنوان “التعاون الجوي داخل تحالف دول الساحل: نحو دفاع متكامل وتعزيز السيادة”، مما يشير إلى مساعي التحالف لتطوير جميع أفرع قواته المسلحة.
و تهدف هذه المناورات والخطوات المتخذة من قبل تحالف دول الساحل إلى إرساء أساس متين للأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل التحديات التي تفرضها الجماعات المسلحة والتهديدات العابرة للحدود.
هنا الصحراء : الشيماء عبدالرحمن
