يشهد البرلمان البرتغالي هذا الأسبوع اختبارا سياسيا غير مسبوق، بعدما دفع حزب “شيكا” (CHEGA) اليميني بمقترح يدعو الحكومة إلى الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
خطوة تضع لشبونة أمام معادلة دقيقة، هل تواصل التمسك بموقفها التقليدي المنحاز إلى خطاب الأمم المتحدة، أم تنفتح على واقع إقليمي و دولي يتجه أكثر فأكثر نحو تثبيت مغربية الصحراء؟
اللافت أن توقيت المبادرة ليس اعتباطيا، فالمغرب، خلال السنوات الأخيرة، تمكن من ترسيخ دعائم موقفه في الساحة الدولية، بدءا من اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء، و مرورا بالمواقف المتقدمة لعدد من الدول الأوروبية، و صولا إلى افتتاح قنصليات عربية وإفريقية في العيون والداخلة كترجمة عملية للاعتراف بمغربية الإقليم. في هذا السياق، يبدو اقتراح “شيكا” جزءا من دينامية أوسع تتجاوز حدود البرتغال.
الحزب الاشتراكي الحاكم يجد نفسه في مأزق، بين الوفاء لتقليد دبلوماسي قديم يقوم على دعم “تقرير المصير”، وبين مواجهة موجة أوروبية صاعدة من المواقف المؤيدة للمغرب، التي تعكس تحولات في موازين القوى ومصالح الأمن والاستقرار بالمنطقة. أي امتناع من جانب الاشتراكيين قد يسقط المقترح، لكن مجرد طرحه في البرلمان يكفي ليؤشر على تغير في المزاج السياسي البرتغالي.
تحركات حزب “شيكا” تكشف كذلك عن مسار جديد لليمين الشعبوي في أوروبا، الذي يرى في التحالف مع الموقف المغربي فرصة لتوسيع حضوره عبر ملفات حساسة. وهذا ينسجم مع قناعة راسخة في الرباط بأن معركة الصحراء لم تعد فقط نزاعا إقليميا، بل قضية مركزية في إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية بالقارة.
في المقابل، تبقى جبهة البوليساريو محصورة في دائرة ضيقة من الفاعلين، وتعتمد على خطاب متجاوز يفتقر إلى أي أفق عملي، خصوصا في ظل التراجع المستمر لداعميها داخل أوروبا. وإذا كانت لشبونة قد استضافت العام الماضي أنشطة داعمة للبوليساريو، فإن تأثيرها ظل محدودا أمام دينامية الاعترافات المتنامية بسيادة المغرب.
المقترح البرتغالي، حتى وإن لم يمر في التصويت، يرسخ حقيقة أساسية: أن النقاش حول الصحراء داخل المؤسسات الأوروبية لم يعد حكرا على رواية واحدة، وأن مغربية الصحراء تترسخ كمعطى واقعي يفرض نفسه على البرلمانات والحكومات، انسجاما مع منطق التاريخ والجغرافيا وضرورات الاستقرار الإقليمي.
تحب أوسع التحليل أكتر وأدخل فيه البعد الأمني والاقتصادي (زي ملف الغاز، الهجرة، الشراكة الأوروبية-المغربية) علشان يبان أوضح ليه أوروبا بدأت تميل لمغربية الصحراء؟