ترحال أهل الجماني يعيد خلط أوراق السياسة بجهة العيون..و استحقاقات الصيف المقبل على صفيح ساخن

رئيس التحرير2 ديسمبر 2025
ترحال أهل الجماني يعيد خلط أوراق السياسة بجهة العيون..و استحقاقات الصيف المقبل على صفيح ساخن

 

أعاد انتقال عائلة أهل الجماني من حزب الأصالة و المعاصرة و الأقرب هو العودة إلى حزبهم الأصلي الحركة الشعبية تحريك المشهد السياسي بجهة العيون الساقية الحمراء، في تحول يطرح أسئلة جوهرية حول موازين القوى داخل أكبر حواضر الصحراء.

و يُعد هذا الترحال واحدا من أبرز التحركات الحزبية خلال الشهور الأخيرة، بالنظر إلى الوزن الانتخابي للعائلة داخل مدينة العيون، و قدرتها على التأثير في اتجاهات التصويت داخل بعض الأحياء و التجمعات السكانية ذات الامتداد الاجتماعي الواضح.

و رغم أن عائلة أهل الجماني تمتلك رصيدا انتخابيا يعتد به، فإن المشهد السياسي الجهوي يظل محكوما بثقل حلف أهل الرشيد بزعامة حمدي ولد الرشيد، الذي بنى خلال سنوات شبكة واسعة من التحالفات، و نجح في ترسيخ حضور تنظيمي و انتخابي يصعب تجاوزه.

هذا الواقع يجعل من أي تحرك سياسي جديد مجرد عنصر إضافي في معادلة معقدة، لا تبدو قابلة للتغيير السريع إلا عبر اشتغال ميداني طويل المدى.

في هذا السياق، يبرز سؤال محوري: هل سيغير ترحال أهل الجماني من الخريطة السياسية بالعيون؟
التحليل الأولي يشير إلى إمكانية حدوث تعديل نسبي في توزيع الأصوات، خصوصا إذا تمكنت الحركة الشعبية من توظيف التحاق الجماني لإعادة هيكلة قواعدها المحلية و تحصين مواقعها الانتخابية.

غير أن هذا التغيير المحتمل يظل مرتبطا بمدى قدرة العائلة على استرجاع موقعها السابق داخل الحزب، و بتحريك قواعدها التقليدية، و بمدى تجاوب الناخبين مع هذا التحول الجديد.

أما على مستوى الاستحقاقات التشريعية المقبلة، و المتوقعة صيف السنة القادمة، فإنها تبدو اختبارا حقيقيا لبنية تحالفات السياسية، و مدى صلابتها في مواجهة خبرة و طموح حلف أهل الرشيد.

فالمعركة القادمة لن تُحسم فقط بالرموز الحزبية، بل أيضاً بآليات التعبئة، و حجم الحضور الميداني، و طبيعة التحالفات التي ستتشكل في اللحظات الأخيرة قبل الاقتراع.

و عليه، فإن الدينامية الجديدة التي أحدثها ترحال أهل الجماني لا تعني بالضرورة تغيرا جذريا في المشهد السياسي الجهوي، بقدر ما تمثل محاولة لإعادة التموضع داخل رقعة انتخابية شديدة الحساسية، حيث النفوذ التاريخي و التحالفات الراسخة لا يزالان العامل الحاسم في تحديد ملامح الخريطة السياسية بجهة العيون الساقية الحمراء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *