سجل تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية ارتياحه لإنهاء عقود من الطغيان والمعاناة التي تعرض لها الشعب السوري على يد النظام السابق، رغم النداءات الدولية المتكررة للتنديد بممارسات التعذيب والاختفاء القسري والقتل خارج إطار القانون. وأكد التحالف، في بيان صادر عنه، أن حماية الأرواح والممتلكات وتهيئة الظروف الملائمة لعودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم بسلام، هي خطوة حاسمة نحو بناء دولة ديمقراطية تسودها العدالة وسيادة القانون، بعيدًا عن أساليب القمع والتنكيل التي عاشها السوريون لعقود.
وفي سياق متصل، وجه التحالف انتقادات حادة للسلطات الجزائرية، متهمًا إياها بتبني مواقف متناقضة تجاه القضايا الإقليمية، خاصة في تعاطيها مع الأزمة السورية والنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأشار البيان إلى أن الجزائر تصف أطراف المعارضة السورية بـ”الإرهابية” وتدعو للحوار مع النظام السابق حفاظًا على وحدة سوريا، بينما تستمر في دعم الأطروحات الانفصالية المتعلقة بالصحراء المغربية. كما استنكر التحالف استمرار الجزائر في احتجاز الآلاف من الصحراويين في مخيمات تندوف، حيث تنعدم أدنى شروط الحياة الكريمة، وتغيب آليات الحماية القانونية والإنسانية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية.
ودعا تحالف المنظمات غير الحكومية السلطات الجزائرية إلى تصحيح مواقفها، من خلال تقديم اعتذار للشعب السوري عن تصريحات ممثلها بمجلس الأمن، وإلى فتح تحقيقات جدية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرض لها مواطنوها وسكان مخيمات تندوف. كما شدد البيان على ضرورة احترام حقوق شعب القبايل، والاستجابة لمطالبه عبر قنوات حوار جادة، مع وقف القمع والتضييق على النشطاء السياسيين، والعمل بجدية على حل الملفات العالقة مثل قضية المغاربة المطرودين سنة 1975.