في حوار لتوفيق بوعشرين مع قناة حميد المهدوي، مدير نشر موقع بديل، تناول نزاع الصحراء المغربية من زاوية سياسية، موجها انتقادات حادة للأطراف المؤثرة في القضية، وأشاد بوعشرين بموقف فرنسا الذي اعتبره دعما مهما لمقترح الحكم الذاتي المغربي، مضيفاً أن هذا الموقف يُعزز الموقف الأمريكي ويقوي الطرح المغربي على المستوى الدولي، مما يضعف حجج الأطراف المعارضة.
بوعشرين أوضح أن المشكلة الحقيقية في نزاع الصحراء ليست مع جبهة البوليزاريو، بل مع الجزائر التي وصفها بالطرف الرئيسي في إطالة أمد الأزمة، وأكد أن النظام الجزائري يستخدم البوليزاريو كأداة سياسية ضد المغرب منذ عقود، مشيراً إلى أنه لو تبنت الجزائر موقفاً حياديا لكان بالإمكان التوصل إلى حل تفاوضي منذ زمن بعيد.
وعلى صعيد آخر، تساءل بوعشرين عن ازدواجية الجزائر في الدفاع عن حقوق الإنسان، مستغربا دعمها لتقرير مصير الصحراويين بينما ترفض منح شعب القبايل حق تقرير مصيره، واصفا هذا التناقض بالسذاجة السياسية التي تكشف زيف الادعاءات الجزائرية.
وفي سياق آخر، تناول بوعشرين موقف الحقوقي عزيز غالي الذي أثار جدلا واسعا مؤخرا، مشيرا إلى أن مواقفه شهدت تطورا إيجابيا من إنكار مغربية الصحراء إلى دعمه لحل تفاوضي بين الأطراف، ورأى أن الهجمة الشعبية التي تعرض لها غالي تعكس صدمة المغاربة من رأي شخصي في قضية يعتبرونها جزءا من هويتهم الوطنية، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة احترام الآراء المختلفة وعدم تخوين أصحابها.
ختاما شدد بوعشرين على أن حل نزاع الصحراء يمر عبر الحوار المباشر مع الجزائر، لأن الأخيرة هي الطرف المؤثر الأول والأخير في القضية، معتبرا أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا النزاع الممتد لعقود.
هنا الصحراء | محمد صبري