على لسان ساكنتها ..حقيقة الأوضاع بمخيمات تيندوف من الداخل

على لسان ساكنتها ..حقيقة الأوضاع بمخيمات تيندوف من الداخل

هنا الصحراء : يحظه الساعدي

انتشار مقطع فيديو صوره الصحفي محمد راضي الليلي، عبرت من خلاله أمهات صحراويات عن مللهم من الانتظار والمعانات داخل خيم جنوب غرب الجزائر منذ أكثر من 50 سنة.
حيث أظهر الفيديو الذي نشره راضي الليلي، نساء صحراويات طاعنات في السن داخل أحد المحلات التجارية بمخيمات تيندوف، حين بادر الليلي الى سؤالهن عبر قوله: ” نسولكم عن معنويات الشعب الصحراوي، عاكب عودة الكفاح المسلح ؟”، سؤال راضي الليلي، كان متوقعا منه أن تجيب النساء بان المعنويات مرتفعة، والتطبيل لعودة ما أسماه”الكفاح المسلح” لكن الإجابة كانت عكس ذلك، حيث عبرت السيدات عن ما تعيشهن داخل المخيمات من معاناة بخيم لحمادة، حسب قولهن.
وفي جواب أحد السيدات قالت،” معنوييات الشعب الصحراوي مسيكين شنهي!! الا راعيه على ظهر لحمادة العدو يبومبيهم، ايلا مركو تخبطهم الطيارة،وايلا كعدو هون تكتلهم الشمس ..الحرارة، الا ذي هي المعنويات”، جواب السيدة عبرت فيه من خلال نبرة يائسة على ما تعشنه من واقع مرير داخل المخيمات.
فبحسب قولهن أن من يقاتل في صفوف جيش البوليساريو، تقتله الدرون.. ومن هو بالمخيمات يعاني حرارة الشمس، وفي أخر جوابها قالت ” عندي عنك شلاهي نكولك كاع انا ” بمعنى، ماذا تريد مني أن أقول غير الواقع المعاش! في تعبير صادق على لسان هذه الأم الصحراوية التي عايشت البوليساريو منذ التأسيس.
وقبل أن يغادر راضي الليلي “بوتيك” النساء تدخلت المرأة الثانية بصوت عالي وغاضب ” سابك الوطن والإستقلال.. جيبو لنا الماء، كاتلنا لعطش، جيبو لنا الماء.. ما نعودو لاجئين مرتين ولا ثلاثة، نشربو بعد هي اللولة”، تصريح السيدة الثانية كشف معاناة ساكنة المخيمات مع نذرة مياه الشرب، المشكل الذي تعيشه معظم مخيمات الصحراويين بتيندوف منذ مدة، وأدى لإحتجاجات متواصلة للسكان خاصة في شهر رمضان الأبرك المُنصرم، اذ أصبحت تفقتقر الى أبسط شروط الحياة و الحق في شرب مياه نظيفة و صحية.
وفي ذات السياق اردفت السيدة في حديثها، عن وجود معانات الساكنة و السلطات بحسب قولها لا تعلم بمعاناتهم، حيث قالت : ” عندنا الحالات.. عندنا الحالات اللي ناس ما تكد..اللي السلطة ماهي جايبة اخبار، ماهي جايبة خبار معاناة الشعب الصحراوي هون، عاد خالك استقلال مفات جا ملينا..عاد ملي ما هو خالك استقلال لكذيب 50 سنة ولا 51 سنة ملينا من ذا”، حديث النساء بحرقة في أخر المقطع كان يصب مجمله في حقيقة ما أحسسن به من ملل في انتظار ما وعدت به قيادة البوليساريو ساكنة المخيمات، فمنذ 50 سنة حسب قولهن، وهم ينتظرون وهم ما وعدت به القيادة في ظل معانات اللجوء التي يعيشها ساكنة المخيمات.

يذكر أن تسجيل راضي الليلي من داخل المخيمات استطاع أن ينقل به للعالم صوت ساكنة المخيمات، وحقيقة ما يعيشه الصحراويين منذ 50 سنة، ولعل طريقة حديث النساء الصحراويات الطاعنات في السن، أصدق من أي حديث أو تقرير مهما كان مصدره، لاسيما كونهم عايشوا كل ما مر به مشروع البوليساريو منذ تأسيسها، وما تعيشه اليوم من انفلاتات أمنية خطيرة، أصبح معها ساكنة المخيمات يخافون على حياتهم، حسب ما قيل في المقطع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *