عبر عدد من البحارة بميناء طانطان في تصريحاتهم لـ«هنا الصحراء» اليوم الأربعاء 20 غشت الجاري، عن صدمتهم من القرار المرتقب بتعليق الملاحة شمال و جنوب مياه السواحل، معتبرين أن هذه الخطوة تشكل سابقة خطيرة في تاريخ الصيد الساحلي بالمنطقة.
و أضاف البحارة في حديثهم لـ«هنا الصحراء»، القرار بـ”رصاصة الرحمة” التي ستجهز على القطاع و تدفع العشرات من الأسر نحو التشريد، في وقت ستضطر فيه بواخر الصيد الساحلي إلى مغادرة الميناء صوب وجهات مجهولة.
يذكر أن ميناء طانطان واحداً من أبرز الموانئ المغربية في مجال الصيد الساحلي و التقليدي، إذ شهد خلال الأشهر الماضية تقلبات حادة بين الانخفاض الحاد و التعافي الملحوظ. فبحسب أرقام رسمية، تراجعت الكميات المفرغة بنهاية نونبر 2024 بنسبة 46 في المئة لتصل إلى 54 ألفاً و187 طناً، مقابل أزيد من 100 ألف طن في الفترة نفسها من سنة 2023، كما تراجعت القيمة السوقية بحوالي 10 في المئة لتستقر عند 737,7 مليون درهم، و شمل التراجع مختلف الأصناف، خاصة الأسماك السطحية التي انخفضت بنسبة 54 في المئة إلى 38 ألفاً و650 طناً، فيما تراجعت الأسماك البيضاء بـ14 في المئة إلى أقل من 10 آلاف طن.
غير أن المؤشرات التي إطلعت عليها «هنا الصحراء»، انقلبت بشكل إيجابي خلال النصف الأول من 2025، حيث سجل الميناء انتعاشاً قوياً تمثل في ارتفاع الكميات المفرغة بنسبة 180 في المئة إلى 39 ألفاً و739 طناً حتى نهاية ماي، بقيمة تجاوزت 485 مليون درهم بزيادة بلغت 63 في المئة مقارنة بالسنة الماضية. ويعزى هذا الأداء أساساً إلى ارتفاع لافت في كميات الأسماك السطحية بنسبة 334 في المئة، والأسماك البيضاء بـ30 في المئة، إضافة إلى زيادة في الرخويات بنسبة 38 في المئة.
هذا التباين الكبير بين التراجع الحاد أواخر 2024 و الانتعاش الملحوظ خلال 2025 يعكس هشاشة قطاع الصيد الساحلي بميناء طانطان و تعرضه لتقلبات قوية مرتبطة بالظروف التنظيمية و البيئية. و هو ما يجعل قرار الإغلاق موضوع الاحتجاج الحالي مصدر قلق حقيقي لدى المهنيين، الذين يرون فيه تهديداً مباشراً لمصدر رزقهم و لمستقبل نشاط اقتصادي يشكل ركيزة أساسية للحياة الاجتماعية بالمنطقة.
 
									
								
							 
		



































