المحجوب الدوة.. ابن العيون الذي مثل المجتمع المدني المغربي في القمة العالمية للحكومة المنفتحة بإسبانيا

محمد الصبري31 أكتوبر 2025
المحجوب الدوة.. ابن العيون الذي مثل المجتمع المدني المغربي في القمة العالمية للحكومة المنفتحة بإسبانيا

شهدت مدينة فيتوريا غاستيز بإسبانيا خلال الفترة من 6 إلى 10 أكتوبر 2025 فعاليات القمة العالمية للشراكة من أجل الحكومة المنفتحة بمشاركة وفود رسمية ومدنية من مختلف دول العالم. وقد لقيت المشاركة المغربية في هذه القمة إشادة واسعة خاصة الحضور المميز لابن مدينة العيون المحجوب الدوة الذي مثل المجتمع المدني المغربي وذوي الإعاقة بفعالية ضمن الوفد الوطني مقدما نموذجا مشرفا للمشاركة المواطنة القادمة من الأقاليم الجنوبية.
عرفت مشاركة المحجوب الدوة في القمة نشاطا مكثفا إذ شارك في عدة ندوات ولقاءات على مستوى دولي رفيع وحضر ورشات عمل نظمتها منظمات دولية مرموقة. وقد كانت مساهماته فرصة لتسليط الضوء على ضرورة إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في السياسات العمومية وضمان مشاركتهم الكاملة في الحوارات الدولية حول الشفافية والحكامة والمواطنة. وقد أبرز من خلال مداخلاته أن مشاركة الفاعلين المدنيين من مختلف الجهات وخاصة من المناطق الجنوبية تضفي مصداقية أكبر على مسارات الإصلاح وتعزز العدالة المجالية في تمثيل المجتمع المدني.
يعد المحجوب الدوة واحدا من أبرز الفاعلين الجمعويين في جهة العيون الساقية الحمراء حيث انخرط منذ سنوات في مسار طويل من العمل المدني. ترأس جمعية آفاق لتأهيل وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة التي لعبت دورا محوريا في نشر ثقافة الولوج والمواطنة الفاعلة. والتي نظمت سنة 2018 بشراكة مع رابطة الإعلاميين الشباب بالصحراء ندوة وطنية حول الحصول على المعلومة وولوج الإدارة حضرها الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية آنذاك السيد محمد بن عبد القادر. وقد شهدت تلك الندوة الإعلان لأول مرة عن انخراط المملكة المغربية في مبادرة الشراكة من أجل حكومة منفتحة وهو ما جعل من مدينة العيون محطة تأسيسية في هذا المسار الوطني الطموح.
لم يكن الحضور الدولي للمحجوب الدوة صدفة بل تتويجا لمسار من العمل الميداني والمسؤولية الوطنية. ففي سنة 2022 تم انتخابه ممثلا للمجتمع المدني في لجنة الانتقاء الوطنية للحكومة المنفتحة وهو اليوم عضو في لجنة الإشراف الوطنية للحكومة المنفتحة بالمغرب. ويعتبر بذلك أول فاعل جمعوي من الأقاليم الجنوبية يصل إلى هذا المستوى من التمثيلية ما يعكس تطور حضور الكفاءات الصحراوية في دينامية الإصلاح الإداري وتعزيز الشفافية والمساءلة.
يؤمن المحجوب الدوة بأن العمل الجمعوي ليس مجرد نشاط محلي محدود بل هو رافعة لبناء الثقة بين المواطن والإدارة ومنصة لتكريس قيم المشاركة والشفافية. كما يشدد على أن إشراك الأشخاص في وضعية إعاقة في مسارات إعداد وتتبع السياسات العامة هو مبدأ أساسي لتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان شمولية التنمية الوطنية. وفي هذا السياق قال في تصريح لإحدى المنصات الدولية المشاركة في القمة:
تمثيل الأصوات القادمة من الصحراء المغربية وخاصة فئة الأشخاص في وضعية إعاقة في فضاءات دولية للنقاش والإصلاح هو انتصار لفكرة أن كل مواطن قادر على المساهمة في بناء السياسات العمومية متى أتيحت له الفرصة.
تعد مبادرة الشراكة من أجل حكومة منفتحة منصة دولية تجمع الحكومات والمجتمع المدني لتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة والمشاركة المواطنة. ويعد المغرب من أوائل الدول العربية والإفريقية التي انخرطت في هذه المبادرة إلى جانب تونس والأردن بعد استيفائه الشروط والمعايير الدولية ما يعكس التزامه المتواصل بإرساء حكامة عمومية منفتحة وشاملة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *