في خضم تنامي الغضب الشعبي تجاه وضعية قطاع الصحة بالمغرب، يثير المستشفى الجهوي الحسن بن المهدي بالعيون موجة جديدة من الانتقادات، بعدما فوجئ المرتادون بتشييد مطعم للوجبات السريعة ومتجر داخل المؤسسة الصحية، في وقت يطالب فيه المواطنون بإصلاحات عاجلة تشمل تعزيز الموارد الطبية وتوفير الأدوية والمعدات الأساسية.
ويرى متتبعون أن هذه الخطوة تعكس اختلالا في ترتيب الأولويات، إذ يفتقر المستشفى الجهوي، باعتباره المرفق الصحي الوحيد بالمدينة، إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، من تجهيزات وأدوية ومستلزمات طبية، فضلاً عن شكاوى متكررة من سوء الاستقبال والنظافة.
أحد ساكنة المدينة علق بلهجة ساخرة قائلا: “شخاصك أعريان خاتم أمولاي.. شخاصك أ بن المهدي سناك يا مولاي”، في إشارة إلى أن بناء مطعم ليس ما يحتاجه المريض الباحث عن العلاج. وأضاف المتحدث أن هذه المشاريع التجارية قد تتحول إلى مصدر دخل للمستشفى، لكنها قد تفتح الباب أيضا أمام استغلال غير شفاف في منح حق الاستغلال.
من جهته، شدد أحد الفاعلين المحليين على أن ما يحتاجه المستشفى بالدرجة الأولى هو الأدوية الأساسية والمعدات البسيطة، مبرزا أن المرضى يجبرون في حالات كثيرة على اقتناء أقنعة الأكسجين والإبر وأدوات خياطة الجروح من خارج المستشفى، بل وأحيانا تجهيزات خاصة بالطبيب الذي سيجري عملية جراحية.