هدم منازل العائدين بكلميم.. إهدار للمال العام أم ضرورة تنموية

هدم منازل العائدين بكلميم.. إهدار للمال العام أم ضرورة تنموية

في خطوة أثارت جدلا واسعا، شرعت السلطات المحلية بمدينة كلميم، صباح اليوم الإثنين 6 يناير 2025، في هدم 200 منزل بحي الفتح، المعروفة محليا بـ”ديور ليراك”، والتي كانت مخصصة لفائدة العائدين من جبهة البوليساريو. المشروع الذي انطلق منذ سنوات وخصصت له ميزانية ضخمة بملايين الدراهم، بقي غير مكتمل ومهملا لفترة طويلة، ما أدى إلى تدهور البنايات وتحولها إلى مرتع للمشردين ومصدر لتلوث.

وأوضحت مصادر مسؤولة أن قرار الهدم جاء بعد شكاوى متكررة من السكان الذين طالبوا بإيجاد حل عاجل لوضعية هذه المنازل ـمنازل العائدين- التي تحولت إلى مرتع للمنحرفين. وأشارت المصادر إلى أن السلطات ارتأت أن الهدم هو الحل الأنسب لتحسين الوضع البيئي والعمراني للحي، مع تخصيص المساحة المتوفرة لمشاريع تنموية مستقبلية تهدف إلى تطوير البنية التحتية.

غير أن هذه الخطوة لم تسلم من الانتقادات، حيث عبر أحد سكان حي الفتح عن استيائه من قرار الهدم، معتبرًا أن هذه المنازل التي كانت مخصصة للعائدين لارض الوطن كان يمكن استغلالها لفائدة الفقراء والمشردين الذين هم في أمسّ الحاجة إلى مأوى. وأضاف أن المشروع، الذي كلف ميزانية ضخمة للدولة، انتهى بإزالته بدل استكماله أو توجيهه للفئات الهشة، ما يثير تساؤلات حول جدوى التخطيط والإدارة لهذا النوع من المشاريع.

وتطرح هذه العملية إشكالية التوازن بين الحاجة إلى التنمية وإعادة تهيئة الحي وبين ضرورة استغلال المشاريع الممولة من المال العام بما يعود بالنفع المباشر على الفئات المحتاجة، في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية بإيجاد حلول عملية لمشاكل السكن والهشاشة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *