البحر حدانا و السردين ب 20 درهم.. هذا شنه !؟

نجاة حمص24 فبراير 2025
البحر حدانا و السردين ب 20 درهم.. هذا شنه !؟
نجاة حمص

لم تعرف مدينة العيون قحطا كهذا الذي نزل في سنوات الرمادة الأخيرة، غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الجنوني ألصقناهما بالحرب الروسية الأوكرانية وكورونا وحرب النجوم وظهور غراندايزر وثقب الاوزون، تحرير المحروقات والزيادة في ثمن قنينة الغاز جعل الله ذنبهما في رقبة ” بنكيران” ورفاقه، لكن ماذا عن السردين؟.

لن نتحدث عن الأخطبوط والكروفيت و الخيال العلمي ذاك، فتلك أسماك موائد القروش و التماسيح و أبطال أعالي البحار وأعماق المحيطات، نتساءل فقط عن أرخص ما كان في الأسواق بالعيون.. السردين.

قد يمتعض بعض كبار المسؤولين و المنتخبين عند ذكر السردين، السمك الرديء الذي لا يرقى إلى مقام كتابة مقال عنه، لكن لن تكونوا استحممتم كما استحم حضرة جنابه، ناهيك عما فيه من منافع وفوائد غذائية حمت الفقراء من الجوع والأمراض لعقود، وساعدت على بقائهم في السلسلة الغذائية السياسية، قبل أن تفشل كل البرامج الانتخابية الرامية إلى محاربة الفقر، لتشرع في محاربة الفقراء.

السردين بالعيون لم يكن يتجاوز الدرهمين وقليل من كان يعبره، وفي المرسى كان أصحاب السفن و البحارة يجودون به على الفقراء مقابل رحمة الوالدين، ثم فتح باب الصيد الجائر والغامض على البحري، وأبعدت السفن المواطنة والإنسانية، وتوقف ما كان يسمى ب “عرف الفقيرة”.. لتقع اللعنة.

“عرف الفقيرة”.. تقصد به عملية بيع وشراء الاسماء المتبقية لدى مراكب الصيد، وقد سبق للنائب “محمد عياش” أن توجه بسؤال كتابي في 4 أكتوبر من سنة 2022، قبل استفحال الكارثة، يتساءل فيه عن سبب المنع الكلي لهذه الفئة من التجارة، وما يرافق ذلك المنع من احتقان في صفوف “الفقيرة”، رغم انه عرف سائد محليا ووطنيا منذ زمن طويل..ولم يلق آذانا صاغية.

السردين أصبح من النوادر، أصبح الكيلوغرام الواحد منه يتجاوز ال 20 درهم، و”بونتي” العروس قد يصبح فعلا سردينا معلبا، كما جاء في أحد الفيديوهات الساخرة، وهذا حتما ليس له علاقة بحرب اوكرانيا مع روسيا، ولا بكل متحوري كورونا ولا بارتفاع الأسعار في درب التبانة.. فأين الثروة السمكية؟.

نجاة حمص

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *