تترقب ساكنة إقليم طانطان موعد الاستحقاقات البرلمانية المقبلة، وسط مؤشرات أولية توحي بتجدد الصراع بين شخصيات سياسية بارزة سبق أن بصمت على حضور قوي في المشهد الانتخابي، وأخرى تستعد للعودة أو الدخول بقوة في السباق نحو مقعد برلماني تحت قبة البرلمان.
وفي هذا السياق، علمت «هنا الصحراء» من مصادر حزبية، أن البرلماني السابق السالك بولون بدأ في تعزيز حضوره السياسي والإعلامي، عبر إعادة تنشيط صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وتنظيم مأدبة عشاء كبيرة على شرف ضيوف موسم طانطان، فضلًا عن دعمه الواضح لأحد ملتقيات أبناء عمومته بمنطقة تيدركيت. وتشير المعطيات إلى أن بولون يحشد دعمًا مهمًا من عدد من المنتخبين، من بينهم رئيس جماعة طانطان، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، إلى جانب بعض أعضاء مجلس الجهة، في إطار خطة تهدف إلى استعادة مقعده النيابي.
كما أفادت المصادر ذاتها في تصريحاتها لـ«هنا الصحراء» أن تحركات أبناء عمومته تأخذ بعدًا قبليًا، في مسعى لتشكيل تكتل شعبي قوي، خاصة في ظل شعور بالإقصاء ساد لدى فئات واسعة منهم خلال الولاية التشريعية الحالية.
في المقابل، يسجل غياب شبه تام لأي استعدادات ميدانية للنائب البرلماني الحالي عبد الله أوبركى عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إذ لم تتضح بعد ملامح تحركاته الانتخابية، رغم اعتماده في السابق على كتلة وازنة من أبناء قبيلة أيت بعمران القاطنين بطانطان. ويعتمد أوبركى عادة على شبكة علاقاته الاقتصادية واستثماراته بالمنطقة، إلى جانب ثقة عدد من العاملين في مقاولاته، غير أن حضوره وسط المنتخبين يظل محدودًا مقارنة بمنافسيه.
أما النائب البرلماني عن حزب الأصالة و المعاصرة براهيم الوعبان، الفائز بفارق مريح خلال انتخابات 2021، فلا يزال يحافظ على استراتيجيته المعتمدة على امتداد قبلي قوي في صفوف قبيلة يكوت، إضافة إلى دعم جماعات قروية كجماعة لمسيد وتلمزون والوطية، إلى جانب عدد من الأعضاء داخل المجالس المنتخبة محليًا وجهويًا، فضلًا عن قاعدة معتبرة من سكان مدينة طانطان.
من جهته، حسم المستشار البرلماني محمد أباحنيني قراره بعدم خوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة، مفضلًا الحفاظ على مقعده داخل مجلس المستشارين.
كما ترجح المعطيات التي حصلت عليها «هنا الصحراء» أن دخول المستشار البرلماني الشاب خليهن لكرش، عضو المجموعة الكونفدرالية للشغل، السباق البرلماني المقبل، ما ينذر بصيف سياسي ساخن في الإقليم، ويجعل من هذه الانتخابات محطة استثنائية قد تعيد رسم خارطة التمثيل السياسي بطانطان.