أبا عبد العزيز…حين يتحول تدبير الشأن المحلي إلى مجرد حراسة للركود و الفشل

رئيس التحرير7 أغسطس 2025
أبا عبد العزيز…حين يتحول تدبير الشأن المحلي إلى مجرد حراسة للركود و الفشل

 

رغم مرور عقود على توليه مسؤولية تسيير المجلس الحضري لمدينة بوجدور، لا يزال “ابا عبد العزيز” يشكل أحد أقدم الوجوه في المشهد الجماعي المحلي، دون أن ينجح في ترجمة هذه “الخبرة الطويلة” إلى تحولات ملموسة تواكب تطلعات ساكنة مدينة التحدي.

في الوقت الذي شهدت فيه عدد من المدن المغربية تحولات عمرانية و اجتماعية ملحوظة، ظلت بوجدور ترزح تحت وطأة مشاريع متواضعة لا ترقى إلى مستوى انتظارات السكان، ولا تعكس حجم الإمكانيات التي تزخر بها المدينة، ولا حتى الموقع الاستراتيجي الذي تتبوأه على الخارطة الوطنية.

حيث يعتمد “ابا عبد العزيز” على نمط تدبير يوصف في أوساط محلية بكونه تقليدياً، يفتقر إلى روح المبادرة و الجرأة السياسية في اتخاذ القرار، و هو ما أفرز جموداً شبه كلي في الحياة الجماعية، حيث يغيب التخطيط بعيد المدى، و تطغى العشوائية على عدد من التدخلات.

و قد ساهمت شخصية الرئيس، التي توصف بأنها ضعيفة و غير حاسمة، في تكريس هذا الوضع، حيث لم يُعرف عنه اتخاذ مواقف حاسمة أو خوض معارك من أجل تحقيق مكاسب حقيقية للساكنة، بل إن العديد من المشاريع المتوقفة أو المتعثرة لم تجد من يدافع عنها أو يطالب بتسريع و تيرتها.

في وقت تشهد عدد من المرافق العمومية ببوجدور حالة من التدهور، سواء من حيث البنية التحتية أو من حيث جودة الخدمات، الأسواق غير منظمة، و الإنارة العمومية تعرف انقطاعات متكررة، أما الفضاءات الخضراء فهي نادرة، وإن وُجدت فهي في وضعية مزرية. هذا دون الحديث عن ضعف جاذبية المدينة على المستوى الاستثماري، و غياب رؤية متكاملة لتنمية السياحة أو استغلال المؤهلات البحرية والبيئية.

و مع توالي الولايات الانتخابية للرئيس “ابا عبد العزيز”، بدأت أصوات الاستياء تتعالى داخل أوساط الساكنة، التي ترى أن الرجل قد استنفد كل إمكانياته، و لم يعد يملك ما يقدمه لمدينة تطمح لأن تكون في مستوى التحديات الوطنية، و يطالب عدد من الفاعلين الجمعويين و السياسيين بضرورة ضخ دماء جديدة في التسيير الجماعي، تكون قادرة على حمل مشروع تنموي حقيقي يعيد الثقة للمواطنين.

يُذكر أنه لا تكفي شرعية البقاء الطويل في المنصب لتبرير الركود، ولا يمكن التغني بالاستمرارية إذا كانت النتيجة مزيداً من التراجع. مدينة بوجدور تستحق أكثر من مجرد تسيير تقني بارد، وتحتاج إلى قيادة سياسية ذات رؤية واضحة وشخصية قوية، قادرة على خوض معركة التنمية بإرادة حقيقية وتفانٍ في خدمة المصلحة العامة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *