يعرف شاطئ فم الواد باقليم العيون اقبالا متزايدا من طرف الزوار والمصطافين خلال فترة الصيف، هذا التوافد المتزايد يقابله نقص في العرض المقدم بخصوص الشقق والفنادق، مما يفتح المجال لإنتشار الخيم و ما يسمى ب”الدفايات”.
شاطئ فم الواد في الأونة الأخيرة تم توسيع وعائه العقاري، عبر احداث تجزئات سكنية جديدة، الشئ الذي من شأنه أن يحل اشكالية العقار بالجماعة، ويعزز العرض الإيوائي بالشاطئ، كما أن من شأنه أن يخفض من الأثمان الملتهبة خلال فترة العطلة الصيفية للشقق والمحلات في المستقبل القريب، ويبقى الحل الترقيعي الذي يتعايش معه زوار الشاطئ ، في من يريد قضاء يوم رفقة العائلة والأهل، هو اكتراء الخيم المنصوبة على طول الشاطئ، أو الإكتفاء بالجلوس خلف “دفاية” تقيهم من برودة الاجواء.
قبالة كورنيش فم الواد تنتصب خيمة وبداخلها عائلة عبد الله، والذي قدم من مدينة العيون هربا من حرارة الأجواء، يقول عبد الله” لا شك أن فم الواد دائما بارد ورياحه قوية، لذلك لا بد من تواجد خيم أو دفايات على طول الشاطئ لكي يستطيع الزائر الجلوس الإستمتاع رفقة عائلته بالبحر، كان بالإمكان أن نكتري شقة لكن الأثمان مرتفعة والعقار قليل بفم الواد، لذلك لا نجد من حل غير القدوم من مدينة العيون وقضاء يوم تحت ظل الخيم، التي نتمنى أن لا تمنعها السلطات، خاصة وأن أجواء الشاطئ الباردة ورياحه القوية تجعل لا غنى عنها”

ومن جهة أخرى وفي اطار بحث “هنا الصحراء” عن تصريح لاحد ساكنة فم الواد، صادفنا رجلا من الساكنة المقيمة بالشاطئ فضل عدم ذكرر اسمه، وقال : ” نحن ساكنة الشاطئ نتمنى من السلطات أن تمنع نصب الخيم، حيث يتم استغلالها ليلا من طرف بعض الشباب الطائش، لإستهلاك الخمور و ترويج المخدرات والممارسات الغير أخلاقية، الشيء الذي يجعلها نقاط سوداء، وأوكار للممارسات الشاذة”
قليلة هي الأصوات الرافضة لنصب الخيم بالشاطئ، اذ يرى العديد أنها بادرة طيبة رغم عدم السماح للعموم ببناء الخيم بشكل عشوائي، الا أن من يسمح لهم بنصب الخيم من طرف السلطات هم شباب أغلبهم من معطلي الجماعة، يرى المسؤولون عن الشأن المحلي في السماح لهم بممارسة هذا النشاط، هو بادرة اجتماعية من شأنها أن تنعشهم اقتصاديا، لاسيما خلال فتر الصيف.
السالك، هو شاب من أبناء جماعة فم الواد، قام بنصب أربعة خيم على الشاطئ، مجهزين ببعض الأثاث البسيط، وعند الحاجة يوفر أواني اعداد الشاي، وفي تصريح ل “هنا الصحراء” يقول السالك “الحمد لله تقديم هذه الخدمة الموسمية، تدر علينا مدخولا لا بأس به، نتمنى أن لا يتم منع بناء الخيم خاصة بشاطئ فم الواد الذي يتميز بأجواءه الباردة، وبالتأكيد هذا النشاط فيه فائدة لأبناء المنطقة”، واما بالنسبة لما يقال حول الممارسات اللا أخلاقية بالخيم، يقول السالك” لا ننكر أن بعض الشباب هداهم الله، يستغلون الخيم بشكل غير اخلاقي، لكن بجب على كل ان يتحمل مسؤولية ما يقع داخل خيامه ويبلغ السلطات، كما أننا نسعى للتنسيق مع السلطات من أجل تنظيم هذا النشاط أكثر و الالتزام بتعليمات خاصة، يتم اقرارها من طرف المسؤولين”.

يقوم مجلس جماعة فم الواد في أغلب دوراته، بالنقاش والتدارس حول امكانية انشاء منصة خاصة للتخييم، تتوفر على جميع المتطلبات الضرورية من ماء وكهرباء و أمن، والتي ستمكن من التنظيم الجيد واحتواء مختلف هذه الأنشطة، كما من شأنها ان تساهم في تحسين جمالية الشاطئ، عبر توحيد ألوان الخيم وتنظيمها.