وصف الحاج أحمد باريكلى السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام جبهة البوليساريو بالتمثيلية المزعومة، وذلك خلال حوار له مع جريدة الصباح المغربية.
وقال أحمد عن تأسيس الحركة أنها نتاج احتكار البوليساريو للمشهد السياسي بصفتها التمثيلية المزعومة للشعب الصحراوي، معتبرا إياها ضرورة تاريخية، ونقطة تحول حتمية في مسار ملف الصحراء الطويل من المشقة التي وقع فيها الصحراويون منذ 1975.
مشيراً إلى أن الهدف هو وضع حد لرحلة اللاشيء التي انغمس فيها الصحراويون منذ نصف قرن في مشاريع طوباوية مدمرة وغير منطقية، وان ما يميز الحركة هو دعوتها للسلام، ومعارضتها لإستمرار التضحية بالشباب الصحراويين في حرب غير متكافئة.
واكد الحاج أحمد باريكلى أن مؤتمري لاس بالماس ودكار كانا حدثين مهمين سمحا لحركة صحراويون من أجل السلام بإثبات قدرتها على عقد مؤتمراتها وقبول مقترحاتها ومقارباتها من قبل أغلب الصحراويين الذين ضاقوا ذرعا بالمنفى والحرب ويتوقون إلى مخرج مشرف.
ويرى السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام ان المنطلق الأساسي لحل قضية الصحراء هو أن يكون مبنيا على الحوار والتخلي عن المسار المسلح والمواجهة. ويضمن سيادة المملكة المغربية والحقوق الأساسية للصحراويين على قدم المساواة، كما نعتقد أن الحل السلمي للنزاع الصحراوي سيكون له أيضا أثره في تعزيز مصالح الجزائر وموريتانيا.
ووصف الحاج أحمد البوليساريو بصاحبة الماضي الأسود في الانتهاكات بحق الصحراويين، مشيرا الى عزم حركة صحراويون من أجل السلام معالجة هذه المشكلة في المستقبل، وتقديم تعويضات معنوية ومادية للضحايا وضمان المساءلة. وإدراجها كنقطة أساسية في خطة التسوية التي أعلنت عنها الحركة في مؤتمر دكار بالسنغال.
مؤكدا أن اللاجئين الصحراويين بتندوف لا يتمتعون بحماية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويشعرون بالعجز أمام أي انتهاك يتعرضون له، سواء لأسباب سياسية أو لأسباب أخرى. وآخر هذه الحالات يضيف أحمد هي حالة الناشطة محمودة منت حميدة ولد سعيد، التي اعتقلت لعدة أسابيع في سجن “الذهيبية” لمجرد أنها تظاهرت أمام مكتب “بوليساريو” في “الرابوني».
مذكرا بالشكوى التي قدمتها حركة صحراويون من أجل السلام إلى منظمة “هيومن رايتس ووتش”، بشأن قضية محمودة منت حميدة ولد سعيد والاعتداءات الأخرى على عائلات وأقارب المعارضين في مخيمي الداخلة وبوجدور كأعمال انتقامية ضدهم.
ومن أجل وضع حد لحالة المنفى التي يعيشها الصحراويون منذ نصف قرن، قال الحاج أحمد باريكلى أن حركة صحراويون من أجل السلام تنوي القيام به هو تجميع ممثلي الصحراويين الأصليين، وخاصة أولئك الموجودين في الإقليم الذين يشكلون أغلبية ساحقة،
وفتح النقاش الصحراوي وإضفاء الطابع الديمقراطي عليه. ونحن مصممون بشدة على المساهمة في الحل من خلال نهج معتدل وواقعي. وللقيام بذلك يضيف أحمد، أعددنا مشروعا أو خارطة طريق قادرة على إغلاق ملف القضية على أساس اتفاق مع المغرب، بناء على مقترحه للحكم الذاتي المقدم في 2007 إلى الأمم المتحدة، ورغم وصفه له بالمقترح الغير واضح تماما، فقد اعتبر الحاج أحمد أنه من خلال الحوار يمكن توسيعه وتوسيع نطاقه للوصول إلى صيغة مرضية.
وعن مقترح الحل الذي قدمته حركة صحراويون من أجل السلام خلال ندوة دكار اكتوبر 2023، قال السكرتير الأول أن الحركة تقدم مخططا تفصيليا يدعو، بشكل تقريبي، إلى إنشاء كيان صحراوي له روابط خاصة مع المملكة المغربية، أي إرساء نظام حكم ذاتي يتمتع بسلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية.
مضيفا أن الوضع الخاص بالإقليم سيحدد طبيعة الكيان الصحراوي وموارده وصلاحياته، مع الاعتراف بالسلطة العليا لجلالة الملك الواردة في المواد ذات الصلة من دستور المملكة. ويتم تعيين رئيس السلطة التنفيذية الصحراوية من قبل الملك، بناء على اقتراح من السلطة التشريعية المكونة من غرفتين، إحداهما تتكون من ممثلي السلطة التقليدية، واصفا إياها بالصيغة الملموسة والعملية والقابلة للاستمرار لحل ليس فيه غالب و لا مغلوب، كما طالب بذلك المجتمع الدولي. وهو حل يستحق أن يخضع لعملية تفاوض عبر الأمم المتحدة أو بشكل مباشر.
وعن اعتراف إسبانيا بحركة صحراويون من أجل السلام كإطارا سياسي يدافع عن حقوق الإنسان، قال الحاج أحمد أن ذلك يعتبر تطورا مهما من القوة الإستعمارية السابقة للاقليم، مشيرا إلى دفاع الحركة عن الحل السلمي والتعددية الحزبية والحريات الديموقراطية، وهو ما يتناسب مع موقف الدولة الإسبانية، وخاصة مع رؤية ومقاربة الحكومة الاشتراكية الحالية.
وعن مهمة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قال السكرتير الأول أن الحركة قد أعربنت عن ارتياحها وثقتها عندما تم تعيين دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء في أكتوبر 2021، وعن استعداد الحركة للتعاون مع جهوده، مؤكدا توجيه نصيحة له بمراجعة صيغة “المائدة المستديرة”، وعدم اتباع مسار المبعوثين الأمميين الذين سبقوه، وضرورة إستكشاف طرق وخيارات أخرى للتعامل مع الملف.
وعن المباحثات مع مفوضية العمل الخارجي بالاتحاد الأوربي، أوضح الحاج أحمد أن الحركة تواصل الحوار مع مفوضية العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوربي في بروكسيل، كجزء من إستراتيجيتها في ما يتعلق بالمؤسسات الأوربية، بما في ذلك البرلمان الأوربي، حيث تم استقبال وفود حركة صحراويون من أجل السلام في مناسبات عديدة.
مشيراً إلى أن هناك جزء كبير من محاوري الحركة لا يخفون ارتياحهم لظهور أصوات وآراء صحراوية معتدلة، منظمة سياسيا، تقف في منتصف الطريق بين المواقف الرجعية والمتحجرة لجبهة “بوليساريو” والجزائر، من ناحية، والمغرب، من ناحية أخرى. والتي تعبر عن اهتمام كبير برؤيتة وخطة التسوية المعلنة في دكار.
عمر خنيبيلا | متابعة