
من أخبرهن أنهن رائعات؟.. نتائج لايفات نشر الغسيل الوسخشخصيا، لم يسبق لي أن استمعت لأي مؤثرة تقاسمني الجنسية لأكثر من دقيقة، وفقط إذا العم “مارك” أو اليوتيوب اقترحا بعضهن علي، لكن أن أبحث عنهن بالإسم وأجلس أمامهن بكامل قواي العقلية للتأثير وإسداء النصح والنهل من علومهن وفقههن.. لا.
لا أظنني وحدي أغرد خارج السرب و أتحاشى التأثير والمؤثرات، أعتقد أن أبناء الجيل الذهبي كلهم على شاكلتي، فقد تربينا على يد “عطية الإبراشي” وتأثرنا بما يكفي بقصص المكتبة الصغيرة، كبرنا رفقة روايات نبيل فاروق متاثرين بأخلاق “أدهم صبري” العالية ومبادئ ” نور الدين محمود”، تعلمنا من المسلسلات التي كانت تعرض آنذاك ودائما كنا نخرج منها بخلاصة وحكمة تصحبنا طوال عمرنا،.. “اللايفات” الخزعبلية تعرفت عليها فقط في سفري الأخير.
فجأة إحداهن رفعت صوت الفيديو الذي تشاهده عمدا، بما أني كنت أدون يومياتي واحترام الآخر ثقافة راسخة عند بعضهم،.. علا صوت الراقصة وهي تلقي مواعظها وحكمها، شردت لوهلة وأختنا الكريمة تسدي النصح وتغرق المستمع في شبر من المياه الآسنة، تسمي الأمور والأعضاء بمسميات الشوارع الخلفية المهجورة، تكبر الحبة لتجعل منها قبة، ويبدو أنها كانت تتلقى اتصالا من متابعات فضليات تنتقل إليهن عدوى الشجاعة فينشرن أقذر غسيل.
طبعا لم أفهم سبب إقدام بعضهن على رفع ستر الله عليهن بمحض إرادتهن، ولا ما يدفع فتاة للبحث عن حل هي تعرفه أصلا، ولم استوعب ماهي الفائدة التي تعم على المستمعة، مع وجود كل الأفلام الأجنبية الملهمة، الوثائقيات التثقيفية، الروايات المشوقة، والاف البودكاست المحفزة.. لكنني انشغلت بما هو أهم ونسيت الأمر.
لاحقا، ذهلت وأنا أرى تلك “الإحداهن” وهي تحاول تطبيق نصح الراقصة الكريمة، كانت تحاول إخراج فتاة السوء التي بداخلها في كل مناسبة وبأي طريقة، على أن ذلك شجاعة، روعة وقوة وثقة بالنفس، يضربها “طيكوك” إن هي لمحت بدلة رسمية أو جنسية عربية، ولا مانع لديها من تسبيل العينين والتحرش بالنادل أو أي شيء فيه الروح، وهذا كان في قاموسها ذكاء واقتناص فرص ومنتهى “الفهلوة” والعبقرية..
كنت أشاهد كل ذلك وأربط درس الراقصة بتطبيق التلميذة، فأرفع حاجبي تارة باندهاش او تغلبني ابتسامة، لكن أعود وأقول في قرارة نفسي بأن ما دام هذا لا يمسني، فالأمر كله لم يكن من شأني ولا يخصني.
أتسكت الرائعة؟
ابدٱ، التلميذة النجيبة كانت مصرة على تعميم الفائدة، وإيصال رسالة الراقصة إلي، بداية تساءلت عن سبب هدوئي وميلي للجلوس وحدي، فابتسمت وقلت بأن الخالق خلق الخلق وفرق الطبائع، وكل منا يجد راحته في نمط عيش وأسلوب حياة مختلف، وبما أنها مؤدبة فقد سخرت من كلامي بوقاحة تلقيتها بنظرة هادئة وبعض الشفقة،.. كنت ألاحظ كيف تختار الفرائس و تقفز على رؤوس الحاضرين وتفتح أبواب الحوار معهم بالقوة، ولو كلفها هذا الإشارة إليهم أن “تعالوا” ورسم ابتسامة مرحبة.. لكن لم أفكر قط في طرح أي سؤال عليها، فقد تربينا على أن التدخل في شؤون الآخرين عيب، وربتهن الراقصة على أن ذلك قوة شخصية.
غلبني فضول الكاتبة الصحفية، فراقبت على من ستقع رفقتها، و الطيور على أشكالها تقع والأرواح جند مجندة، فلاحظت كيف تنتقي نفس هواة الصيد البري، تفتح لهن قلبها على مصراعيه لتطلعهن على أدق التفاصيل الحميمية، وهذا باعتقادهن تفتح وتقدم وقمة التحضر، أما من يدفن أسراره بين أوراق مذكرته، يكتب يومياته على ضوء الشموع المعطرة، منصتا لموسيقى حالمة فقد كان متزمتا.. معقدا.. وجب إيصال رسالة الإسلام إليه ولو بالتهديد والتضييق.
وأنا أشاهد سلوك التلميذات أتساءل: من كذب عليهن وأخبرهن بأنهن رائعات وهن بهذه الأخلاق؟..
هل مازلنا سنصادف تلميذات الراقصة الفاضلة كثيرا في حياتنا اليومية؟..
إلى متى يستمر هذا العبث؟..
نجاة حمص





























