أصدرت قيادة البوليساريو عبر وزارة دفاعها و المديرية المركزية للمحافظة السياسية لقوات البوليساريو “جيش التحرير الشعبي الصحراوي” بلاغاً عسكرياً جديداً اليوم السبت 15 نونبر الجاري، تدعي فيه مواصلة تنفيذ عمليات هجومية ضد مواقع الجيش المغربي على طول الجدار الأمني، مستهدفةً – حسب البلاغ – مراكز قيادة و إسناد و إمداد تابعة للقوات المسلحة الملكية.
و جاء في البلاغ الذي حصلت «هنا الصحراء» على نسخة منه، أن وحدات تابعة للجبهة نفّذت ظهر اليوم السبت قصفاً “مركزاً” على ما وصفته بقاعدة دعم خلفية للجيش المغربي في منطقة “اشرك السدرة” بقطاع الكلتة، معتبرةً أن “منظومة الدفاع المغربية فشلت في صد الهجمات”.
غير أن اللافت، هو أن هذا البلاغ العسكري يتناقض جذرياً مع إعلان آخر أصدرته قيادة البوليساريو في اليوم ذاته، تُعلن فيه عن وقف عملياتها العسكرية شرق الجدار الأمني إلى أجل غير مسمى، و ذلك بناء على طلب من المبعوث الأممي، في خطوة تهدف إلى تهييء المناخ لاستئناف مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية يُرتقب احتضانها في العاصمة البرتغالية لشبونة خلال الأيام القليلة المقبلة، تنزيلاً لمقتضيات القرار الأممي الأخير 2797.
هذا التناقض الصارخ بين بلاغ يدعو إلى “مواصلة الحرب” و آخر يعلن “تعليق القتال”، يكشف – برأي مراقبين – حالة ارتباك عميق داخل هياكل الجبهة، في مشهد أشبه بـ «شيزوفرينيا سياسية» تجعل خطابها الرسمي متضارباً حد التناقض في اليوم نفسه و بين الأذرع القيادية ذاتها.
