ذكرت إذاعة فرنسا الدولية (RFI) اليوم الاثنين 13 أكتوبر الحالي، أن الرئيس الملغاشي أندري راجولينا غادر مدغشقر أمس الأحد، على متن طائرة عسكرية فرنسية، في خطوة وُصفت بأنها تمت بموجب اتفاق بينه وبين الرئيس الفرنسي، دون أن تُعرف وجهته النهائية على وجه الدقة.
و بحسب مصادر وصفتها الإذاعة بالمطلعة، فقد نُقل راجولينا أولاً بمروحية إلى جزيرة سانت ماري الواقعة على الساحل الشرقي لمدغشقر، قبل أن يستقل طائرة عسكرية فرنسية يُعتقد أنها أقلّته عبر موريشيوس إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة.
و أوضحت الإذاعة أن هذه المغادرة جاءت لتسهيل انتقال سلمي للسلطة، مشيرةً إلى أن باريس نفت أي نية للتدخل العسكري في مدغشقر، وأكدت أن قواتها المنتشرة في جنوب المحيط الهندي وخصوصاً في جزيرة ريونيون، لن تتجاوز مواقعها الحالية.
من جانبها، أعلنت رئاسة مدغشقر عبر صفحتها على فيسبوك أن الرئيس راجولينا سيوجه خطاباً إلى الأمة مساء اليوم، في وقت تتصاعد فيه الأزمة السياسية بالبلاد.
و كانت الرئاسة قد أكدت أمس أن محاولة لانتزاع السلطة بالقوة جارية على الأراضي الملغاشية، منددةً بما وصفته بـ”محاولة زعزعة الاستقرار”، و داعيةً القوى الوطنية إلى الدفاع عن النظام الدستوري والسيادة الوطنية.
و يأتي ذلك بعد انضمام وحدات عسكرية إلى المحتجين المطالبين برحيل الرئيس، حيث قامت مجموعة متمردة يوم الأحد بتعيين قائد جديد للجيش، في حضور ومباركة وزير الدفاع المعيَّن من طرف راجولينا نفسه.
و تشهد البلاد منذ 25 سبتمبر الماضي احتجاجات متصاعدة قادها شباب حركة “جيل زد”، بدأت بمطالب اجتماعية تتعلق بانقطاع المياه والكهرباء، قبل أن تتحول إلى دعوات لإسقاط النظام.
و وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فقد قُتل 22 شخصاً وجُرح أكثر من 100 منذ اندلاع الاحتجاجات، في حين أشار راجولينا إلى 12 قتيلاً فقط قال إنهم “مخربون ولصوص”.
و كان الرئيس قد أقال الحكومة مؤخراً ودعا إلى حوار وطني، مُعيّناً عسكرياً رئيساً للوزراء وثلاثة وزراء آخرين في حقائب أمنية، بينما لا تزال بقية الحقائب الوزارية شاغرة حتى الآن.
