علمت هنا الصحراء من مصادر مهنية ، تفاصيل جديدة بخصوص محاولة الهجرة السرية التي تم إحباطها زوال أمس الأربعاء 8 أكتوبر الجاري، بعد سرقة مركب الصيد الساحلي “شعيب” بميناء طانطان.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن المركب المذكور كان يشتغل على متنه ثلاثة أشخاص بطريقة غير قانونية، يُعرفون في الوسط البحري باسم “الموس”، وينحدرون من نواحي أكادير، وبالضبط من منطقة القليعة. وكان هؤلاء الثلاثة يستعينون بشخص رابع مبتور اليد، جلبوه إلى المركب بدعوى مساعدتهم، حيث دأب على التردد على المركب والبقاء بمحاذاته برصيف الميناء لفترة طويلة.
وفي يوم الواقعة، التحق بهم أربعة أشخاص آخرين نسّقوا معهم مسبقاً، ليُصبح عدد أفراد المجموعة ثمانية أشخاص في المجموع. وقاد الشخص مبتور اليد الرحلة بنفسه، بعدما استولى الجميع على المركب وتوجهوا به نحو أعالي البحر في اتجاه السواحل المقابلة لطرفاية، بنية الهجرة نحو جزر الكناري.
غير أن الرحلة لم تدم طويلا، إذ بعد قطع حوالي 30 ميلا بحريا، اكتشف أفراد المجموعة وجود ثقب بالمركب. وتفاقمت مشاكلهم بعد نفاد مخزون الكازوال، حيث لم يتمكنوا من تشغيل الخزان الاحتياطي لعدم معرفتهم بمكانه، إذ كان هذا الأمر معروفا فقط لدى الميكانيكي الأصلي للمركب.
أمام هذا الوضع الخطير، اضطروا إلى طلب النجدة عبر جهاز الاتصال البحري، لتتدخل وحدات الإنقاذ التابعة للبحرية الملكية ومركب الإنقاذ “أسا” والدرك الملكي البحري، الذين تمكنوا من تحديد موقعهم وإنقاذهم في الوقت المناسب، قبل اقتيادهم إلى ميناء طانطان.
وقد تم وضع الموقوفين رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار إحالتهم على أنظار النيابة العامة المختصة، بينما تتواصل التحقيقات لتحديد كافة ظروف وملابسات الحادث، ومسؤولية كل طرف في هذه العملية التي أثارت استغراب المهنيين بالقطاع.
وتؤكد هذه الواقعة، مرة أخرى، خطورة استغلال مراكب الصيد في محاولات الهجرة غير النظامية، وما تشكله من تهديد للسلامة البحرية ولمستقبل المهنة بسواحل طانطان.