شهدت الدورة العادية لمجلس جهة العيون – الساقية الحمراء لشهر أكتوبر، المنعقدة اليوم الاثنين 5 أكتوبر الحالي، برئاسة حمدي إبراهيم ولد الرشيد، غياباً ملحوظاً لعدد من الأعضاء، ما أثار تساؤلات حول مدى التزام ممثلي الساكنة بمهامهم داخل المجلس الجهوي.
و رغم أهمية جدول الأعمال الذي تضمن المصادقة على اتفاقيات التأهيل الحضري لمدن العيون و بوجدور و السمارة، و اعتماد ميزانية السنة المالية 2026، إلا أن الطابع العام للجلسة طغى عليه الفراغ في مقاعد عدد من المنتخبين، خصوصاً أولئك الذين يفترض فيهم الدفاع عن مصالح المواطنين الذين وضعوا ثقتهم فيهم و الذين يعارضون من خارج قاعة إنعقاد دورة المجلس الجهوي، و يكتفون بـ”النضال” من داخل فضاء إفتراضي كـ”الفيسبوك”.
و قد عاينت «هنا الصحراء» حضور عضو المجلس الجهوي حسن الدرهم الذي اكتفى بالتوقيع في ورقة الحضور قبل مغادرة القاعة مباشرة، دون المساهمة في مناقشة القضايا التي تهم الساكنة التي انتخبته.
كما انسحب العضو السالك الموساوي، المحسوب ضمنياً على فريق الأغلبية، من أشغال الدورة، ما زاد من حدة الغياب السياسي داخل قاعة الجلسات.
و في ظل غياب أي صوت للمعارضة، مرت القرارات و المصادقات بسلاسة، لتبقى الأغلبية المسيطرة على المجلس تتحكم في توجيه الميزانية الجهوية و اتخاذ القرارات دون نقاش متوازن أو رقابة منتخبة حقيقية.
هذا الوضع، الذي تكرر في أكثر من دورة، يعيد إلى الواجهة سؤالاً ملحاً حول جدوى التمثيلية الانتخابية حين يغيب المنتخبون عن أداء أدوارهم الأساسية في الترافع عن مصالح الساكنة و الدفاع عن قضاياها التنموية.