‏برؤية ملكية حاسمة : الدبلوماسية والتنمية ترسّخان الصحراء المغربية كمرجعية دولية للحل والسيادة

‏برؤية ملكية حاسمة : الدبلوماسية والتنمية ترسّخان الصحراء المغربية كمرجعية دولية للحل والسيادة
النعمة ماء العينين

 

‏في نيويورك، وأمام أنظار المجتمع الدولي خلال أشغال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تكرس أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله هو مهندس التحول العميق الذي عرفته قضية الصحراء المغربية، وأن الدينامية الملكية لم تعد مجرد توجه وطني، بل أصبحت مرجعية دولية لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل.

‏لقد جددت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الثابت بدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، مؤكدة في الآن ذاته دعمها للاستثمارات الأمريكية في مجموع التراب الوطني، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. وهو ما يمثل ترسيخاً عملياً للاعتراف السياسي عبر البعد الاقتصادي، ويعزز الخيار التنموي الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس بهذه الربوع.

‏كما التقى المستشار الرئاسي مسعد بولس بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية ستافان ديميستورا، مجدداً أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد. في المقابل، فإن اللقاء الأمريكي–الجزائري خلا تماماً من أي ذكر لملف الصحراء، في دلالة واضحة على أن واشنطن باتت تحصر النقاش في المبادرة المغربية وحدها.

‏وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، على استمرارية الشراكة الاستراتيجية مع المملكة. أما الصين، فقد أبرزت عبر سفارتها بالرباط تجربة “شينجيانغ الذاتي الحكم” كنموذج للاستقرار والتنمية، في إشارة غير مباشرة تعكس أن صيغ الحكم الذاتي تظل آلية ناجعة لترسيخ السيادة والوحدة الوطنية.

‏وفي سياق تعزيز هذا الزخم، أعلنت الباراغواي من نيويورك اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، مع عزمها فتح قنصلية في الأقاليم الجنوبية. خطوة وازنة من أمريكا اللاتينية تؤكد أن الدينامية الملكية تحظى اليوم بدعم متنامٍ عبر مختلف القارات.

‏هذا الزخم السياسي والدبلوماسي يتقاطع مع واقع تنموي متجسد على الأرض في الأقاليم الجنوبية، من الطريق السريع تزنيت–الداخلة، إلى ميناء الداخلة الأطلسي، مروراً بالمشاريع الصناعية والطاقية، التي جعلت من الصحراء المغربية قاطرة للتنمية الإفريقية ومركزاً استراتيجياً للشراكات الدولية.

‏وهكذا، فإن الدينامية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله جعلت من المبادرة المغربية للحكم الذاتي إطاراً وحيداً يحظى بالاعتراف والدعم الدوليين، وأكدت أن الصحراء المغربية انتقلت من خانة النزاع الإقليمي المفتعل إلى فضاء سيادي للتنمية والاستقرار، لترسخ بالقول والفعل أن الصحراء في مغربها، والمغرب في صحرائه.

هنا الصحراء : الإعلامي النعمة ماءالعينين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *