شارك الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، مرفوقاً بوفد عسكري رفيع، يومي 14 و15 غشت الجاري، بمدينة شتوتغارت الألمانية، في الحفل الرسمي لتسليم قيادة القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا (AFRICOM) من الجنرال مايكل لانغلي إلى الجنرال داغفين ر. م. أندرسون.
و وفق بلاغ مقتضب للقوات المسلحة الملكية، فقد جرت هذه المراسم الرسمية بحضور شخصيات مدنية وعسكرية أمريكية وأجنبية، من ضمنها ممثلون عن دول إفريقية.
القائد الجديد لأفريكوم، الجنرال أندرسون، شدد خلال جلسة استماع سابقة أمام الكونغرس الأمريكي على متانة الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، واصفاً المملكة بأنها من أكثر الحلفاء ثباتاً وفعالية في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي. وأبرز في شهادته أن القوات المسلحة الملكية المغربية برهنت على كفاءة عالية خلال التدريبات المشتركة، خاصة مناورات “فلينتلوك”، التي تُعد محطة محورية في التعاون العسكري بين واشنطن ودول القارة.
كما اعتبر أندرسون أن المغرب يمثل نموذجاً متقدماً في مجال التعاون الأمني، يتقاطع مع أولويات الاستراتيجية الأمريكية في إفريقيا، خصوصاً في مواجهة التحديات العابرة للحدود مثل الإرهاب، وتهريب الأسلحة، والهجرة غير النظامية.
وتأتي هذه التطورات في سياق إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع يونيو الماضي، عن توجه استراتيجي جديد يكرّس حضورا عسكرياً متزايداً لواشنطن في القارة، بهدف التصدي للتهديدات الأمنية وموازنة النفوذ المتنامي لكل من الصين وروسيا. وفي هذا الإطار، تم تعيين أندرسون قائداً جديداً لأفريكوم مع ترقيته إلى رتبة جنرال بأربع نجوم، في إشارة إلى حرص واشنطن على منح القيادة الإفريقية استقلالية تامة عن القيادة العسكرية في أوروبا.
ويرتقب، وفق مؤشرات متداولة، أن يتم نقل مقر أفريكوم إلى المغرب، باعتباره شريكاً استراتيجياً يحظى بموقع جغرافي محوري وقدرات لوجستية متقدمة، فضلاً عن خبرة متراكمة في استضافة المناورات الكبرى مثل “الأسد الإفريقي”.
