أكدت مصادر متطابقة لـ«هنا الصحراء»، أن مهمة إنسانية لإنقاذ مجموعة من المهاجرين غير النظاميين قبالة سواحل الطانطان، نهاية الأسبوع، تحولت إلى موقف بالغ الخطورة كاد أن ينتهي باختطاف مركب صيد ساحلي يعمل بالجر.
و أضافت المصادر التي كانت تتحدث لـ«هنا الصحراء» أنه و بعد تلقي السلطات المختصة نداء استغاثة حول قارب يواجه خطر الغرق، جرى توجيه الخافرة “آسا” إلى المنطقة لبدء عمليات البحث، غير أن ساعات من التمشيط لم تسفر عن أي نتيجة. وفي الأثناء، صادف مركب الصيد “نور الهدى” القارب المنكوب، وتمكن من إنقاذ المهاجرين و إصعادهم إلى متنه.
لكن الموقف سرعان ما تطور، حين حاول بعض المهاجرين إجبار الطاقم على تغيير مسار الإبحار نحو السواحل الإسبانية، و أمام هذا الوضع المقلق، طلب ربان المركب المساندة من البحرية الملكية و الدرك البحري، بينما تابعت مراكب صيد قريبة مجريات الحادث عبر الاتصال اللاسلكي.
يذكر أنه و بفضل التنسيق المحكم بين طاقم “نور الهدى” و السلطات البحرية، جرى توجيه المركب نحو ميناء الوطية، حيث كانت الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في حالة استعداد لاستقبال المهاجرين واستكمال الإجراءات القانونية، بما في ذلك فتح تحقيق لتعقب الشبكات المتورطة في تهريب البشر.
الحادثة أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط البحرية، حيث عبر عدد من المهنيين عن رفضهم لزج مراكب الصيد في مثل هذه المهام، نظراً لافتقارها للتجهيزات و التدريب اللازم للتعامل مع مواقف قد تتطور بسرعة إلى تهديد مباشر لسلامة الطواقم و المراكب.
كما أشار بعض الربابنة إلى تعرضهم في السابق لحوادث مشابهة، شملت استفزازات و تهديدات من مهاجرين في حالة توتر شديد بعد فشل محاولاتهم لعبور البحر.
و يرى مهنيون أن الحل يكمن في مرافقة وحدات الإنقاذ البحرية بعناصر أمنية مؤهلة، مع جاهزية البحرية الملكية للتدخل الفوري، خاصة في الحالات التي يفوق فيها عدد المهاجرين عدد أفراد الطاقم، بما قد يمنحهم القدرة على فرض مسار الرحلة نحو وجهات غير آمنة.