علمت «هنا الصحراء» من مصادر متطابقة، أن أربعة أفراد من عناصر الحماية المدنية لقوا مصرعهم، اليوم الثلاثاء 5 غشت الجاري، إثر تحطم طائرة تابعة للمصالح الجوية للحماية المدنية، وذلك أثناء مهمة تدريبية بمرتفعات ولاية جيجل شرقي الجزائر.
و أفادت مصادر رسمية أن الحادث وقع خلال طلعة تدريبية روتينية في إطار تأهيل الأطقم الجوية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن نوع الطائرة أو الظروف الفنية التي أحاطت بالتحطم. وقد باشرت المصالح المعنية تحقيقًا فوريًا لتحديد أسباب الحادث بدقة، في حين خيّم الحزن على صفوف القطاع عقب هذا الفقد المؤلم.
سجلٌ أسود لحوادث الطيران العسكري
يأتي هذا الحادث ليُضاف إلى سلسلة طويلة من كوارث الطيران العسكري التي شهدتها الجزائر خلال العقود الأخيرة، والتي أثارت مرارًا تساؤلات حول جاهزية الأسطول الجوي وظروف السلامة التقنية للمهام التدريبية والعملياتية.
و يُعد حادث بوفاريك في أبريل 2018 الأكثر دموية في تاريخ الجزائر، حيث تحطمت طائرة نقل عسكرية من طراز “إليوشين-76” مباشرة بعد إقلاعها، ما أسفر عن مقتل 257 شخصًا، من ضمنهم عسكريون ومدنيون من عائلاتهم.
كما سجلت البلاد في فبراير 2014 كارثة أخرى، تمثلت في سقوط طائرة “هيركوليس C-130” فوق جبال أم البواقي، ما أسفر عن مصرع 102 شخص ونجاة راكب واحد فقط، وسط أحوال جوية سيئة.
ومن أبرز الحوادث الأخرى:
• تحطم مروحية Mi-171 في آدرار (2016)، خلّف 12 قتيلاً وجرحى.
• اصطدام مروحيتين تابعتين للبحرية الجزائرية (2017) في عرض شواطئ تيبازة، أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط.
• سقوط طائرة تدريب بولاية أدرار (مارس 2025) أسفر عن وفاة قائدها أثناء طلعة ليلية.
• تحطم مروحية أخرى بمدينة المنيعة (فبراير 2024) ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين.
مطالب بمراجعة شاملة
و رغم الطابع العرضي لبعض هذه الكوارث، يشير خبراء طيران إلى ضرورة تحديث جزء كبير من الأسطول الجوي العسكري الجزائري، الذي يعتمد على نماذج تعود لعقود ماضية، خصوصًا الطائرات الروسية من طرازي “سوخوي” و”ميغ”، إلى جانب طائرات النقل الثقيلة مثل “إليوشين” و”هيركوليس”. كما تُطرح تساؤلات متكررة حول جودة الصيانة الدورية، و الضغط الواقع على الطواقم الجوية، و التحديات المناخية التي تواجه التدريبات.
و فيما لم تصدر الحماية المدنية بعد بياناً تفصيلياً حول حادث جيجل، فإن مأساة اليوم تُعيد إلى الواجهة جدلًا قديمًا حول واقع الطيران العسكري في الجزائر، و ضرورة إعادة هيكلته وفق معايير السلامة الحديثة.