شهد الجنوب الليبي خلال الأيام الماضية تصعيدًا أمنيًا لافتًا، تمثل في تنفيذ عمليتين أمنيتين نوعيتين أسفرتا عن ضربات موجعة لتنظيم “داعش” والجريمة المنظمة في المنطقة. فقد تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك ثلاث خلايا إرهابية نشطة وضبط مخزن أسلحة يُعد الأكبر منذ سنوات في مدينة سبها.
وأعلن جهاز المخابرات الليبية عن تنفيذ عملية أمنية دقيقة أدت إلى تفكيك ثلاث خلايا تابعة لتنظيم “داعش”، كانت تنشط في مناطق متفرقة بالجنوب، وتورطت في عمليات تجنيد وتمويل لوجستي وتنسيق مع شبكات مدرجة على قوائم العقوبات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وكشف تقرير لفريق الرصد والتحليلات التابع لمجلس الأمن الدولي، قُدم بموجب القرار 2734، أن كل خلية كانت تؤدي دورًا حيويًا في دعم أنشطة التنظيم الإرهابي:
• الخلية الأولى كانت مسؤولة عن تجنيد عناصر ونقلهم من شمال إفريقيا إلى مناطق توتر كالصومال ومنطقة الساحل، باستخدام وثائق سفر مزورة.
• الخلية الثانية انخرطت في عمليات غسل أموال عبر شركات وهمية، إلى جانب تمويل خروج مقاتلين وعائلاتهم من مخيمات سوريا إلى الأراضي الليبية، مع تورطها في استثمارات مشبوهة بدول مجاورة.
• الخلية الثالثة اعتمدت على تحويل الأموال باستخدام العملات المشفرة، في محاولة للالتفاف على أنظمة الرقابة المالية العالمية.
وأشار التقرير الأممي إلى أن هذه الخلايا كانت تخطط لهجمات إرهابية ضد مؤسسات أمنية وسيادية داخل ليبيا، وقد تم ضبط كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة وأجهزة اتصال مشفرة، إضافة إلى وثائق تؤكد تلقي دعم خارجي من جهات لا تزال مجهولة.
كما ألقي القبض خلال العملية على قيادي بارز في التنظيم يُعرف بالاسم الحركي (QDe.115)، مدرج ضمن قوائم العقوبات الدولية كأحد قادة تنظيم “القاعدة”، إلى جانب عدد من العناصر الذين خضعوا لتدريبات قتالية في مناطق نائية بالجنوب.
من جهته، أكد مصدر أمني رفيع بجهاز المخابرات أن هذه العملية جاءت بعد أسابيع من المراقبة الدقيقة، وأن التحقيقات مستمرة لكشف الأطراف الداعمة داخليًا وخارجيًا، بالتنسيق مع لجنة العقوبات الدولية.
وفي سياق متصل، نفذت القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني، بالتعاون مع لجنة إعادة تنظيم الجنوب، عملية أمنية في مدينة سبها أسفرت عن ضبط مخزن ضخم للأسلحة والذخائر، احتوى على قواذف وقنابل وعبوات ناسفة متنوعة، كانت مخبأة تحت الأرض وداخل مرافق أحد المنازل السكنية.
وذكرت القوات في بيان رسمي أن هذه العملية تندرج ضمن جهودها لتأمين الجنوب، ومكافحة شبكات التهريب والجريمة المنظمة، والتصدي لأي تهديد يمس استقرار البلاد.



































