تعيش جهة الداخلة وادي الذهب على وقع صراعات سياسية محتدمة بين أبرز الفاعلين الحزبيين، وسط أجواء مشحونة بالتجاذب وغياب التوافق، ما يُنذر بإرباك المشهد المحلي ويُهدد مسار التنمية بالمنطقة.
و في تصريح لفاعل حزبي بمدينة الداخلة أكد لـ«هنا الصحراء» أن من يتصدر هذا الصراع السياسي، هو الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة – وادي الذهب عن حزب الاستقلال، في مواجهة مباشرة مع الراغب حرمة الله، رئيس المجلس الجماعي للداخلة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في منافسة سياسية باتت تتجاوز المؤسسات المنتخبة لتنتقل إلى الفضاء العام و المنصات الرقمية.
و بحسب مصادر مطلعة قالت لـ«هنا الصحراء»، إن الخلاف بين الرجلين لا يقتصر فقط على الرؤى التنموية أو طرق التدبير، بل يمتد إلى صراع خفي على الزعامة الجهوية و الاستعداد المبكر للاستحقاقات الانتخابية القادمة، حيث يسعى كل طرف إلى بسط نفوذه السياسي عبر التحالفات الحزبية، واستقطاب الفاعلين المحليين، والتحكم في مفاصل القرار الترابي.
و يُتهم كل من الخطاط ينجا و الراغب حرمة الله بتجييش عدد من المدونين و الصفحات المحلية، في إطار حرب “إعلامية” غير معلنة، حيث يُوظف كل طرف “جيوشاً إلكترونية” لتمجيد منجزاته الشخصية، إن وُجدت، وشن حملات تشهير على منافسيه، ما خلق حالة من الاستقطاب داخل الرأي العام المحلي، و أفرز خطاباً يفتقر إلى النقاش المؤسساتي المسؤول.
في هذا السياق، يرى متتبعون في تصريحاتهم لـ«هنا الصحراء» أن هذه الصراعات تُعطل مشاريع تنموية حيوية، و تُفرغ المجالس المنتخبة من دورها الأساسي في خدمة المواطنين، خصوصاً أن الطرفين يمثلان حزبين من مكونات الأغلبية الحكومية، ما كان يُفترض أن يعزز التعاون لا أن يُعمق الانقسام.
ويعيش حزب الاستقلال من جهة، و التجمع الوطني للأحرار من جهة أخرى، على وقع احتقان داخلي بين القواعد و القيادات الجهوية، وسط اتهامات متبادلة بإقصاء الكفاءات، و استعمال النفوذ لتصفية الحسابات، في ظل غياب تدخل حاسم من القيادات المركزية للأحزاب.
و يُحذر عدد من الفاعلين المدنيين في حديثهم لـ«هنا الصحراء» من أن استمرار هذا المناخ العدائي بين المؤسسات المنتخبة يهدد الاستقرار التنموي و السياسي بالجهة، مطالبين بعودة الحوار المؤسساتي، و تغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة.