مع إقتراب فصل الصيف من كل سنة، تكثر التساؤلات عند الشابات و الشباب خصوصاً العزاب منهم، أنه في حين أصبحت فيه مؤسسة الزواج طموحاً مشروعا، يشهد المجتمع المحلي بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء ، ظاهرة مقلقة تتجلى في ارتفاع ملحوظ في نسبة العزوف عن الزواج، بسبب غلاء المهور والتكاليف المفرطة لحفلات الزفاف، ما حول “ليلة العمر” إلى عبء اقتصادي ثقيل يفوق قدرة الكثير من الأسر.
ففي مجتمع تسوده تقاليد راسخة في الاحتفال وا لمظاهر، بات الزواج يتطلب ميزانية قد تصل في بعض الحالات إلى عشرات الملايين من السنتيمات، تشمل المهر، والهدايا، ومصاريف حفل الزفاف، و السفر، وتجهيز بيت الزوجية، وهي متطلبات أصبحت خارج متناول فئة واسعة من شباب المدينة، خاصة مع تفاقم البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.
و في تصريح لـ«هنا الصحراء»يقول (م.ك)، شاب في الثلاثين من عمره، إن “الزواج أصبح مشروعًا مؤجلاً إلى أجل غير مسمى، بسبب الضغط المادي الكبير، وغلاء المهور الذي وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 100 ألف درهم، ناهيك عن مصاريف الحفل التي تتضخم بسبب التقاليد الاجتماعية”.
بدورها، ترى بعض الأسر أن التكاليف المرتفعة ترمز إلى المكانة الاجتماعية وتحفظ كرامة العروس، في حين يرى آخرون أن الوقت قد حان لإعادة النظر في هذه العادات التي أصبحت تُنفر الشباب و تدفعهم للعزوف أو اللجوء إلى بدائل غير تقليدية.
و لم تستبعد فعاليات اجتماعية بمدينة العيون في تصريحات لـ«هنا الصحراء»من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تداعيات اجتماعية خطيرة، من بينها ارتفاع معدل تأخر الزواج، وتراجع أدوار الأسرة في الاستقرار المجتمعي، مشددين على ضرورة إطلاق حملات تحسيسية تدعو إلى التيسير و تشجع على الزواج بوسائل معقولة تحفظ الكرامة دون إثقال الكاهل.
يذكر أنه في ظل غياب مبادرات فعلية من قبل الجماعات المحلية أو المؤسسات الدينية و القبيلية و الاجتماعية، يبقى السؤال مطروحًا: هل يتحرر الزواج في المدينة لعيون من قبضة التكاليف الباهظة، أم سيظل حلمًا بعيد المنال لشباب يكافحون لأجل الاستقرار؟