في ومضةٍ جديدة تُضاف إلى سجل الإنجازات العسكرية التشادية، برز أربعة جنود شباب من القوات المسلحة التشادية كنماذج للتفوق والاحترافية.
هؤلاء الأبطال، الذين خضعوا لتدريبٍ مكثف في المدرسة الملكية للتجهيزات بالغرب، لم يتخرجوا فحسب، بل تصدّروا دفعاتهم في تخصصات فنية وعسكرية دقيقة، مؤكدين بذلك جودة التعاون التدريبي بين تشاد و المغرب، ومبرهنين على قدرة الشباب التشادي على بلوغ قمم التميز حتى خارج حدود وطنهم.
أسماء ترفع رأس تشاد عالياً
لقد أظهر هؤلاء الجنود الشبان التزاماً لا يتزعز وشغفاً بالتعلم، ممامكنهم من تحقيق نتائج مبهرة:
1- الرقيب لانسانا كونتي تشومبي: تخرج على رأس دفعته في تخصص قيادة وإصلاح المركبات المدرعة. هذا المجال الحيوي يعزز بشكل مباشر القدرات القتالية للجيش التشادي في بيئات الصحراء والمناطق الوعرة. إنجاز لانسانا، كونه الأول على دفعته، هو شهادة على تفانية ومثابرته وشعوره العميق بالفخر الوطني، ويُعد إلهاماً للشباب التشادي، مؤكداً أن “لا شيء مستحيل عندما يكون الشغف والعمل الجاد والانضباط هي القوى الدافعة”.
2- الرقيب ألارمادجي رايس: تألق في تخصص الكهروميكانيكية وصيانة الأنظمة التقنية العسكرية. إن فهمه العميق للدوائر الكهربائيه المعقدة لأنظمة التسليح يجعله ركيزة أساسية للحفاظ على جاهزية المعدات العسكرية.
3- الرقيب نغابيري نغامنا نديم: اظهر مهارات استثنائية في البناء وتصنيع المعادن (الهندسة العسكرية). مهاراته في تصميم الهياكل الدفاعية وإصلاح المنشآت العسكرية حيوية جداً، خاصة في ظل التحديات الأمنية الراهنة في منطقة الساحل.
4- الرقيب أتشوركورسال غانديبي: تفوق في أنظمة الأسلحة والصيانة القتالية. قدرته على تشخيص أعطال الأسلحة الثقيلة والخفيفة تضمن كفاءة الأداء على أشد ساحات القتال ضراوة.
المدرسة الملكية للتجهيزات في المغرب منارة للتدريب العسكري المتقدم في إفريقيا. تتخصص المدرسة في تأهيل الكوادر على صيانة وتجهيز المعدات القتالية، وتقديم برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع دول إفريقية، لا سيما من منطقة الساحل والصحراء، مما يعزز أواصر التعاون العسكري المشترك.
سياق استراتيجي وتأثير مباشر
يأتي هذا التفوق التشادي ضمن إطار الشراكة العسكرية المتنامية بين تشاد والمغرب. هذه الشراكة تشمل تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد الدور المحوري لتشاد في قوات “تاكوبا” بالساحل، وتدريب الكوادر التشادية على أحداث التقنيات، وهو أمر حيوي في ظل حرب تشاد المستمرة ضد الجماعات المسلحة في بحيرة تشاد والمناطق الشمالية.
حصاد الإنجاز: الجيش التشادي أكثر قوة
– أن عودة هؤلاء الجنود المتفوقين إلى وطنهم ستُحدث فارقاً ملموساً: رفع جودة الصيانة العسكرية: سيساهمون في تحسين كفاءة صيانة المعدات العسكرية، مما يطيل عمرها ويضمن جاهزيتها.
– تقليل الإعتماد على الخبرات الأجنبية: ستُقلل خبراتهم المكتسبة من حاجة الجيش التشادي للاعتماد على الخبراء الأجانب في صيانة معداته.
– تعزيز القدرات القتالية: سيعملون على تعزيز الكفاءة القتالية للوحدات التشادية، مما يمكنها من مواجهة التهديدات الأمنية بفعالية أكبر.
خاتمة: إرادة تشاد لاتعرف المستحيل
أن قصة هؤلاء الجنود الأربعة ليست مجرد حكاية متدربين عاديين، بل هي شهادة حية على إصرار الشباب التشادي على النجاح وتجاوز التحديات.
إنجازهم يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك أن المؤسسة العسكرية التشادية قادرة على بناء كفاءة وطنية عالية التأهيل تلبي متطلبات ساحة المعركة الحديثة وتصنع مستقبلاً أكثر أمناً لبلادهم .
كما قال ضابط تشادي عقب التخرج:” التدريب الجيد يصنع جندياً ممتازاً، ولكن الإرادة تصنع جيشاً لا يُقهَر”.
هنا الصحراء : الشيماء عبدالرحمن