كشفت جريدة الأخبار الموريتانية، في متابعة لملف “حبوب الهلوسة”، عن اعترافات خطيرة أدلى بها المتهم أحمدو بمب محمدن الكوري (من مواليد 1978 بالركيز)، تضمنت تفاصيل مثيرة بشأن تهريب كميات ضخمة من المؤثرات العقلية إلى داخل البلاد، عبر مطار نواكشوط الدولي – أم التونسي، بتواطؤ مع جمركي يدعى “يعقوب”.
ووفق ما نقلته الأخبار عن مصادر مطلعة على التحقيقات، فقد أقر المتهم بإدخال أكثر من 40 ألف كيس من الحبوب المهلوسة إلى موريتانيا عبر رحلات جوية قادمة من الهند مرورًا بالإمارات، مشيرًا إلى أن منفذ المطار كان “طريقًا سالكًا” لم يتعرض فيه لأي عراقيل.
وأشار إلى أن العملية بدأت بشحنة مكونة من 400 علبة أرسلها تاجر هندي، قام بتسلمها من الجمركي “يعقوب آبو” مقابل 400 ألف أوقية قديمة، لتتوالى بعد ذلك أربع شحنات كبرى بلغ مجموعها أكثر من 40 ألف كيس.
وأكد المتهم، الذي يملك شركة لتوزيع الأدوية تدعى “الوطنية للدواء”، أنه قام بتوزيع الحبوب داخل البلاد، كما باع كميات كبيرة لمتهمين آخرين، بينهم موريتاني يدعى عبد الله ولد أحمد حبيب الله، إضافة إلى صحراويين من زبنائه أبرزهم شخصان يحملان اسمي مولاي ومحمد الأمين الملقب بـ”اميسه”.
واعترف ولد محمدن الكوري أيضا باستيراده لأدوية فاتحة للشهية من الصين، وبيعها لمغربي بمقابل مالي جزئي، إلى جانب تعاملات أخرى مع ذات الزبناء الصحراويين.
وفي سياق اعترافاته، كشف المتهم عن دور جمركي المطار يعقوب، الذي ساعده مرارًا في تسلُّم الشحنات وتسليمها إلى مخازنه في مقاطعة عرفات، مؤكدا أنه لا يعرف إن كان هناك متعاونون آخرون مع يعقوب، الذي غادر البلاد في “مهمة صحية” منذ أبريل الماضي.
واختتم المتهم اعترافاته بإقراره بأنه توقف عن استيراد بعض المواد كـNERVESSIG وPREBEGALAH بسبب “تأنيب الضمير” بعد إدراكه خطورتها على الصحة العامة.
هذا وتسلط هذه الاعترافات الضوء على ثغرات أمنية خطيرة في مطار نواكشوط الدولي، وتحول بعض موظفيه إلى عناصر متواطئة في شبكات تهريب الأدوية المحظورة، وسط مطالب بفتح تحقيقات موسعة لكشف الامتدادات الكاملة لهذه الشبكة.