كذبت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، بشكل قاطع مساء اليوم السبت 13 دجنبر الحالي، ما تداولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من مزاعم حول قيام الجزائر بإنشاء وحدات مرتزقة تنشط في منطقة الساحل لتنفيذ عمليات سرية، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتندرج ضمن حملات تضليل تستهدف المساس بسمعة الجيش الوطني الشعبي وتشويه صورة الجزائر إقليميًا ودوليًا.
و أوضح البيان، الذي إطلعت عليه «هنا الصحراء»، الذي نُشر على الصفحة الرسمية لوزارة الدفاع الوطني على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، أن هذه الروايات تقوم على معلومات زائفة وسيناريوهات مختلقة، تروّج لها منصات إعلامية معروفة بتوجهاتها، في محاولة للتأثير في الرأي العام وضرب استقرار البلاد عبر الإساءة إلى مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.
وشددت الوزارة على أن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، يضطلع بمهامه في إطار الاحترام الصارم للدستور وقوانين الجمهورية، وبما ينسجم مع السياسة الخارجية الجزائرية القائمة على مبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتغليب الحوار والحلول السلمية في تسوية الأزمات.
و في السياق ذاته، ذكرت وزارة الدفاع الوطني بأن الجزائر تدافع باستمرار، عبر مختلف المنابر الإقليمية والدولية، عن ضرورة ترسيخ الأمن والسلم، لا سيما في منطقة الساحل، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي، وسعيها المتواصل، من خلال جهود دبلوماسية مكثفة، إلى دعم الاستقرار في المنطقة عبر الحلول السياسية ورفض منطق السلاح.
كما أبرز البيان أن الجزائر، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من منطقة الساحل وتشترك معها في المصير والمصالح، لا يمكن أن تكون طرفًا في زعزعة أمنها، بل تواصل العمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة، تجسيدًا لمبدأ التضامن، ووفاءً لعلاقات تاريخية وإنسانية متجذّرة مع شعوبها.
و فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب، أكدت الوزارة أن الجزائر لن تقبل أي مزايدة على التزامها بهذا المسار، مذكّرة بأنها كانت من أوائل الدول التي واجهت هذه الظاهرة وخاضت حربًا حازمة ضدها، وقدّمت تضحيات جسيمة في سبيل استتباب الأمن والاستقرار.
و اختتمت وزارة الدفاع الوطني بيانها بالتأكيد على أن الحملات الدعائية القائمة على الإشاعات و الأخبار الزائفة لن تنال من الدور المحوري الذي تضطلع به الجزائر في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ولن تُثنيها عن مواصلة التزامها بمبادئها الثابتة.
