علمت «هنا الصحراء» من مصادر جد مؤكدة، أنه في تطور لافت للمشهد السياسي المحلي، يعتزم رجل الأعمال المعروف “دحمان الدرهم” دخول غمار الانتخابات الجماعية المقبلة على مستوى بلدية المرسى، إحدى أغنى البلديات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ما ينذر بمنافسة سياسية غير مسبوقة منذ أكثر من عقد من الزمن.
المرسى، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجهة العيون الساقية الحمراء، تُعد بلدية استراتيجية بفضل موقعها الساحلي واحتضانها ميناء العيون و مناطق صناعية بحرية كبرى. وعلى مدى ما يزيد عن 12 عامًا، ظلت البلدية تحت القيادة السياسية لعائلة بدر الموساوي، الذي يشغل رئاستها منذ 2011، مدعومًا بشبكة من المقربين، من بينهم والده و أشقاؤه، الذين يسيطرون على مفاصل التسيير و التمثيلية داخل المجلس البلدي.
إكتسح حزب الإستقلال بقيادة الموساوي في انتخابات 2015 حوالي 17 مقعدًا من أصل 27، بينما تمكّن في استحقاقات 2021 من تعزيز الأغلبية بحصوله على 21 مقعدًا، وهو ما سمح له بتكوين مجلس مريح و بدون تحالفات كبرى، مما جعل حزب علال الفاسي يُسيطر على تدبير الشأن المحلي لبلدية المرسى لولاية ثالثة.
يذكر أن “دحمان الدرهم” الذي راكم خبرة طويلة في مجال الأعمال، خاصة في القطاعات البحرية والتجارية و أضحى اسماً وازنًا في الساحة الاقتصادية والسياسية بالمنطقة، و وفق مصادر قريبة من دوائره قالت لـ«هنا الصحراء» ، أن الدرهم يعوّل على شبكة علاقاته الواسعة و سيرته المهنية للظهور كبديل “حداثي” يقطع مع “الاحتكار” للمشهد الانتخابي المحلي.
ولعل ما يعزز حضوره السياسي أن دحمان الدرهم سبق له أن تولّى منصب عمدة مدينة طنجة بين سنتي 2003 و2009، وهي تجربة حضرية كبيرة زادت من وزنه السياسي وحنكته التسييرية، خصوصًا في مدن ذات طابع اقتصادي بحري مشابه للمرسى.
و الأهم أن عائلة الدرهم تعتبر بلدية المرسى من أهم المناطق التي تحتضن استثماراتها منذ أكثر من خمسين عامًا، وهو ما يمنح ترشح دحمان الدرهم بعداً رمزياً واستراتيجياً، نظرًا للعلاقة التاريخية التي تربط العائلة بهذا المجال الترابي اقتصاديًا واجتماعيًا، كما أن رئاسة بلدية المرسى كانت في يد شقيقه “حسن الدرهم” قبل أن يسلم مشعلها إلى الرئيس الحالي “بدر الموساوي”
و في تصريحات لـ«هنا الصحراء» أكد مُراقبون للشأن المحلي ببلدية المرسى، أنه من المنتظر أن يراهن “دحمان الدرهم” على فئة الشباب والعاملين في الميناء، الذين يشعر كثير منهم بالتهميش أو غياب آليات الإدماج الاقتصادي الفعلي، رغم وفرة الموارد بالبلدية. كما تشير بعض التوقعات إلى إمكانية تشكل تحالفات انتخابية غير مسبوقة قد تتيح تغيير موازين القوى في حال تأكد ترشحه رسميًا.
و بينما تترقب ساكنة المرسى ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة، يتساءل مراقبون:
هل يستطيع الدرهم كسر هيمنة آل الموساوي التي استمرت أكثر من عقد؟ أم أن “الماكينة الانتخابية” لحزب الإستقلال ستُعيد إنتاج نفس النخبة ؟
في إنتظار الإعلان الرسمي عن الترشيحات، يبدو أن المرسى مقبلة على انتخابات محلية استثنائية قد تعيد رسم ملامح التوازنات السياسية في واحدة من أكثر بلديات الصحراء حيوية و غنى.