علمت هنا الصحراء أن مواطناً من دوار حاسي الكاح بآسرير كلميم تقدم بشكاية وتظلم إلى المدير الجهوي للصحة بجهة كلميم واد نون، على خلفية ما اعتبره خطأً طبياً خطيراً تعرض له والده داخل قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي بكلميم بتاريخ الخميس 21 غشت 2025.
وحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة، فإن الضحية نُقل إلى قسم المستعجلات إثر إصابته بحصر في البول، حيث قامت طبيبة المناوبة بإعطاء تعليماتها لممرض قصد إدخال أنبوب بلاستيكي عبر القضيب لتفريغ المثانة. غير أن العملية ـ وفق رواية المشتكي ـ لم تكلل بالنجاح، حيث تسبب الممرض في آلام شديدة للمريض وترك الأنبوب داخل القضيب دون أن يؤدي وظيفته، مما اضطر الطاقم الطبي إلى وضع كيس بلاستيكي لإخراج البول.
وبعد مغادرة المريض المستشفى وعودته إلى منزله، تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ بسبب نزيف حاد، مما استدعى نقله على وجه السرعة مجدداً إلى المستشفى الجهوي. إلا أن عائلته فوجئت بغياب الطبيبة المشرفة، فيما صرح الطبيب البديل بعدم مسؤوليته عن العملية، مؤكداً ضرورة نقله إلى المستشفى العسكري بكلميم.
لكن المستشفى العسكري رفض استقبال الحالة بدعوى أن المسؤولية تقع على عاتق المستشفى الجهوي، ليتم نقله في ساعة متأخرة من الليل إلى إحدى المصحات الخاصة بكلميم، حيث أظهرت الفحوصات أنه أصيب بثقب في مجرى البول نتيجة الضغط المفرط أثناء العملية الأولى. وقد خضع المريض لتدخل جراحي ثانٍ بالمصحة.
وفي شكاية رسمية موجهة إلى المدير الجهوي للصحة، طالب ابن المريض السيد مولود الجكوك بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، ومحاسبة الطبيبة المشرفة على العملية الأولى، محملاً إياها مسؤولية ما لحق بوالده من أضرار صحية ونفسية ومعنوية ومادية.
وتثير هذه القضية ـ بحسب مراقبين ـ مجدداً موضوع جودة الخدمات الطبية بالمستشفيات العمومية بجهة كلميم واد نون، ومدى جاهزية الأطر الصحية للتعامل مع الحالات الحرجة، في ظل شكايات متعددة للمواطنين حول ما يعتبرونه إهمالا أو أخطاء طبية تمس حقهم في العلاج والرعاية الصحية.