في مشهد يعبر عن التناقضات الصارخة داخل الخطاب السياسي الإسباني، أثارت النائبة عن حزب فوكس اليميني المتطرف، روثيو دي مير، جدلاً واسعاً بعد أن قدمت في مؤتمر صحفي خطة مثيرة للجدل تحت عنوان “إعادة الهجرة”، تهدف إلى ترحيل ما يصل إلى 8 ملايين شخص من الأراضي الإسبانية.
الخطة لا تستهدف فقط المهاجرين غير النظاميين، بل تشمل أيضاً:
• المهاجرين المقيمين بشكل قانوني.
• الإسبان من أصول أجنبية، أي الذين وُلد أحد والديهم خارج إسبانيا.
المقترح مستلهم من سياسات اليمين المتطرف في كل من ألمانيا والنمسا، ويأتي بعد أيام فقط من مؤشرات على انفتاح حزب الشعب الإسباني على تحالفات محتملة مع حزب فوكس، ما يُنذر بتصاعد اللهجة العنصرية وتطرف الخطاب داخل الساحة السياسية.
لكن المفارقة التي فجّرت موجة من الانتقادات هي أن روثيو دي مير نفسها تحمل لقباً أجنبياً، حيث تشير تحليلات إلى أن عائلتها تنحدر من أصول هولندية، أي أنها – وفقًا للمعايير التي تدعو إليها – تُعتبر من “ذوي الأصول المهاجرة”.
وهي ليست الوحيدة؛ فعددٌ من قادة فوكس البارزين هم أيضاً من أصول أجنبية، لكنهم يستثنون أنفسهم بدعوى أنهم “مندمجون ومتكيّفون”، في تناقض صارخ مع دعوتهم إلى طرد آخرين يحملون نفس الخلفيات.
هذه المفارقة أثارت سخرية واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، وسلطت الضوء على الازدواجية التي يتعامل بها بعض قادة اليمين المتطرف في أوروبا مع قضية الهجرة والانتماء.