في عمق الجنوب المغربي، ومن رمال الصحراء المترامية، وُلد شغف فنيّ استثنائي تجسّد في تجربة فريدة لفنانة تشكيلية نهلت من تراثها الثقافي العريق لتمنح العالم لوحات تنبض بالأصالة والانفتاح على الجمال الكوني.
منذ نعومة أظافرها، برزت موهبتها في الفن والرسم والأعمال اليدوية، حيث كانت لا تفارق الألوان دفاترها، وتمضي ساعات في ابتكار ديكورات فنية، وخياطة، وتطريز، وحياكة، وصنع دمى يدوية تنبض بالحياة. لم تتوقف موهبتها عند حدود الشغف، بل ترجمتها إلى إنجازات ملموسة، فحصدت جوائز وشاركت في تظاهرات ومسابقات ثقافية وفنية منذ سن مبكرة.
ورغم هذا العطاء الفني المبكر، اختارت أن تمنح وقتًا لمسارها الأكاديمي، فتميزت فيه أيضا حيث حصلت على شواهد علمية و أكاديمية لكن الفن ظل سكنها، ينبض في تفاصيل أيامها، ويتسلل إلى وجدانها مهما تنوّعت اهتماماتها.
عادت إلى الريشة والألوان بقوة، لتشارك في عدة معارض فنية، نالت من خلالها إشادة النقاد والجمهور، لما تحمله أعمالها من عمق تعبيري وبصمة صحراوية أصيلة. أعمالها تستلهم من الطبيعة، والهوية الحسانية، والروح البدوية، وتمزج بين المدرسة الانطباعية والتجريدية، بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين التشخيص والرمز، وبين الواقع والخيال.
تصف نفسها بأنها “فنانة بلا حدود ولا قيود”، منفتحة على مختلف الوسائط والأساليب الفنية، وتؤمن بأن الفن الحقيقي لا يعترف بالتقنيات الجامدة، بل يتجدد وينبع من الحرية في التعبير.
لم تتوقف عند التجربة الذاتية، بل عمّقتها من خلال تكوينات أكاديمية تخصصة، أبرزها دبلوم في الفن الحديث من متحف MoMA (Museum of Modern Art)، كما حصلت على دبلوم في التصميم الداخلي، وشهادة في التصميم الجرافيكي، إلى جانب مشاركتها في عشرات الدورات التكوينية في مجالات فنية مختلفة، دعّمت بها تجربتها وأسهمت في تطوير أدواتها الإبداعية.
تؤمن الفنانة لالة سكينة بأن الفن الصحراوي يستحق أن يُعرَّف به عالميًا، وأن يحمل صوته وألوانه إلى فضاءات المعارض الدولية. ومن خلال مسيرتها، تسعى إلى نقل هذا التراث البصري الغني بلغة فنية معاصرة، تبرز فيه روح الصحراء، وقوة المرأة الصحراوية، وجماليات الثقافة المحلية.
