قريباً في مدينة بوجدور…

كمال قابل13 أغسطس 2025
قريباً في مدينة بوجدور…
كمال قابل

 

من أبرز هذه التجاوزات، ظاهرة الرشوة وشراء الأصوات، واستخدام المرتزقة لتأمين الحملات، بالإضافة إلى التلوث البيئي الناتج عن النفايات الانتخابية.

و من أبرز التجاوزات التي تشوه العملية الانتخابية في بوجدور هي ظاهرة الرشوة وشراء الأصوات، فبدلاً من أن يعتمد المرشحون على برامجهم الانتخابية وأفكارهم لإقناع الناخبين، يلجأ البعض إلى استخدام المال للتأثير على خياراتهم. تُقدم مبالغ مالية ضخمة للمواطنين بشكل مباشر، مما يحول عملية الاقتراع من حق وواجب وطني إلى مجرد عملية تجارية. هذه الممارسة تقوض مبدأ المساواة وتفتح الباب أمام وصول أشخاص لا يملكون الكفاءة، بل يمتلكون المال فقط.

استخدام المرتزقة: إشاعة الفوضى والترهيب، بالإضافة إلى الرشوة، تُلاحظ في المدينة ظاهرة توظيف مرتزقة لتأمين الحملات الانتخابية. هؤلاء الأشخاص، الذين لا تربطهم علاقة حقيقية بالعملية السياسية، يُستخدمون لإثارة الفوضى واستفزاز الخصوم، مما يؤدي إلى توترات قد تصل إلى حد الاشتباكات. هذا السلوك يهدف إلى ترهيب الناخبين وإخافة المرشحين الآخرين، ما يجعل المنافسة غير شريفة وغير عادلة.

التلوث البيئي: وجه آخر للإهمال
تخلف الحملات الانتخابية في بوجدور كميات هائلة من النفايات، وخاصة الأوراق الدعائية التي يتم توزيعها بشكل عشوائي. هذه الأوراق، التي تُرمى في الشوارع دون أدنى مسؤولية، تتسبب في تلوث بيئي كبير وتشوه المنظر العام للمدينة. هذا الإهمال لا يعكس فقط سوء إدارة الحملات، بل يدل أيضاً على عدم اهتمام بعض المرشحين ببيئة مدينتهم، وهو ما يتناقض تماماً مع أي برنامج انتخابي يدعي الاهتمام برفاهية المواطنين.

إن التجاوزات التي تشهدها انتخابات بوجدور في كل مره ، سواء كانت رشوة أو استخداماً للمرتزقة أو تلوثاً بيئياً، هي عوائق حقيقية أمام تحقيق ديمقراطية حقيقية. هذه الممارسات لا تضر فقط بنزاهة الانتخابات، بل تؤثر أيضاً على مستقبل المدينة وسكانها. لذا، من الضروري تضافر جهود الجميع، من مرشحين وناخبين وجهات إشرافية، من أجل وضع حد لهذه الممارسات وضمان أن تكون الانتخابات وسيلة للتغيير الإيجابي، وليس سبباً في مزيد من المشاكل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *