تحيي ساكنة الصحراء المغربية ومعها كافة الوطنيين الأوفياء ذكرى رحيل أحد أعلام ورموز المقاومة الوطنية وجيش التحرير في الأقاليم الجنوبية، المجاهد البشير بلالي اسويح ولد إسماعيل، الرجل الذي سطّر بمداد من الفخر والبطولة صفحات مشرقة في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الوحدة الترابية.
وفي كل سنة، تعود هذه الذكرى لتسلط الضوء على مسار نضالي استثنائي، وملاحم تاريخية صنعتها سواعد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكان في طليعتهم المجاهد بلالي اسويح، الذي يُعد من أبرز رجالات جيش التحرير المغربي الذين انخرطوا باكراً في صفوف المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي في الصحراء المغربية، دفاعاً عن وحدة الوطن وهويته وثوابته المقدسة.
ويؤكد عدد من رفاقه ممن عاصروه في معارك الشرف، أن الفقيد كان نموذجاً في الإيمان الراسخ بالقضية الوطنية، والصمود في وجه المستعمر، متحملاً شظف العيش وقساوة التضاريس، في سبيل هدف واحد: تحرير الوطن من ربقة الاستعمار وتحقيق وحدة البلاد تحت راية العرش العلوي المجيد.
وقد شارك المجاهد بلالي اسويح في عدة عمليات نضالية ضمن وحدات جيش التحرير، خصوصاً في مناطق السمارة وبوجدور والعيون، وساهم في تأطير الشباب وتوعيتهم بخطورة المشروع الاستعماري، مؤمناً بأن الدفاع عن الأرض لا يكتمل إلا بنشر الوعي الوطني والمبادئ التحررية.
وتأتي هذه الذكرى لتعيد إلى الواجهة أهمية صون الذاكرة الوطنية والاعتراف بأبطالها الحقيقيين، واستحضار الدروس والعبر من زمن المقاومة والجهاد الوطني، خاصة في ظل ما تشهده المملكة من تحديات داخلية وخارجية تتطلب المزيد من التعبئة واليقظة والتمسك بقيم الوطنية الصادقة.
إن اسم بلالي اسويح، سيظل خالداً في وجدان المغاربة، وخاصة في ذاكرة الصحراء المغربية، كرمز من رموز التضحية والوفاء للوطن، وكمرجع أخلاقي ومعنوي تستلهم منه الأجيال المتعاقبة معاني المواطنة الصادقة والدفاع عن ثوابت الأمة: الدين، الملكية، والوحدة الترابية.