في خطوة غير مألوفة داخل الأراضي الفرنسية، اختار جوليان جوب، وهو مزارع شاب من منطقة موبوج شمال فرنسا، خوض مغامرة فريدة تتمثل في تربية الإبل وإنتاج حليب النوق ومشتقاته، وفي مقدمتها الجبن. المشروع، الذي يُعد الأول من نوعه في فرنسا، لقي ترحيبًا واسعًا من المستهلكين، وحقق طلبًا متزايدًا منذ انطلاقه.
جوليان، الذي تلقى تكوينًا زراعيًا تقليديًا، قرر كسر النمط السائد في قطاع الألبان، وراهن على الإبل بعد دراسات معمقة حول فوائد حليب النوق، والذي يُعرف بتركيبته الغنية بالبروتينات، ومضادات الأكسدة، ونسبة منخفضة من الدهون، ما يجعله خيارًا صحيًا متزايد الشعبية، خاصة لدى من يعانون من مشاكل في الهضم أو من لديهم حساسية تجاه حليب البقر.
ويؤكد جوليان أن المشروع يلقى تجاوبًا لافتًا من الزبائن، ليس فقط من داخل فرنسا بل حتى من بلدان أوروبية مجاورة، مشيرًا إلى أن “الرهان على الإبل كان محسوبًا بدقة، نظرًا لفوائدها الغذائية الكبيرة، وقدرتها على التأقلم مع مناخات متغيرة، رغم التحديات اللوجستية والتقنية المرتبطة بتربيتها في بيئة غير صحراوية”.
ويعمل جوليان حاليًا على توسيع قطيعه من الإبل، ويطمح إلى تطوير وحدات إنتاج حديثة تسمح له بزيادة الإنتاج، وتقديم مشتقات جديدة من حليب النوق، من بينها الزبادي والمثلجات.
هذه المبادرة تفتح آفاقًا جديدة أمام القطاع الفلاحي الفرنسي، وتطرح في الوقت ذاته أسئلة حول إمكانية تنويع الإنتاج الحيواني في أوروبا، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية والتحولات في أنماط الاستهلاك الغذائي.



































